جدد رئيس جمعية “اسيرم” الأمل لبلدية عمال بولاية بومرداس، دعوته لمديرية ومنظمة المجاهدين وكل المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية المجيدة، إلى التحرك سريعا لإنقاذ وإعادة الاعتبار لعدد من المواقع التاريخية كالمقابر الجماعية، المحتشدات ومراكز التعذيب التي لازالت شاهدة على وحشية الاستعمار الفرنسي وجرائمه الكبيرة في حق الشعب الجزائري هذا ما وقفت عنده «الشعب».
حدد رئيس جمعية اسيرم محمد شارف المهتمة بتاريخ الثورة، في اتصال مع «الشعب»، عدة مواقع تاريخية لاتزال منسية بمنطقة عمال، بني عمران، شعبة العامر، يسر وغيرها من مناطق الولاية الشاهدة على البطولات والتضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء هذا الوطن لدعم الثورة التحريرية.
وقد أشار في خضم حديثه، إلى مغارة إيغمراسن ببلدية يسر، شرق بومرداس، التي تضم حاليا بداخلها عددا من رفات الشهداء، منطقة تيزي إيغيل بقرية “بلمو” التابعة لبلدية عمال، حيث تتحدث عدة شهادات عن وجود مقبرة للشهداء تضم رفات حوالي 50 شهيدا من كتيبة الشهيد بوقري بوعلام، وهنا أكد رئيس الجمعية عن رغبة سكان المنطقة في إقامة معلم تذكاري في المكان ومقبرة للشهداء.
كما أشار رئيس الجمعية أيضا، إلى منطقة “أمزوح” بقرية جراح، التي تضم عددا آخر من رفات الشهداء الذين تم تحويلهم من مغارة “تيفرواس” التي شهدت مجزرة جماعية في حق المجاهدين من طرف السلطات الاستعمارية، بعد أن تعمدت إلى قصف المغارة بالغازات السامة الممنوعة دوليا، إضافة إلى مواقع تاريخية أخرى هامة بالمنطقة التي شهدت احتضان كل من الرائد مقراني رابح المدعو “سي لخضر” وقائد الولاية الرابعة العقيد سي امحمد بوقرة، منها مقر المستشفى الميداني لجيش التحرير بقرية “هني”، الذي نسعى، كما قال، لتحويله إلى متحف، ورشة خياطة الألبسة العسكرية للمجاهدين بقرية “أزرو إيمعزين” ببلدية عمال، محتشد بني عمران “لصاص”، مركز التعذيب لبلدية سوق الحد ومركز التعذيب “الرول” لبلدية تيجلابين، على حد قوله.
وفي سؤال عن مدى تحرك الجمعية لدى السلطات الولائية والجهات المهتمة بكتابة التاريخ وحماية الذاكرة الوطنية من النسيان، اعترف رئيس جمعية أسيرم بالمجهودات التي تقوم بها الجمعية، بالتنسيق مع عدد من المجاهدين والمناضلين الذين عايشوا الحدث، مقابل وجود استجابة كذلك من طرف والي الولاية الذي قام بإرسال عدة لجان لمعاينة المناطق المذكورة، ونفس الأمر بالنسبة لمديرية الثقافة، لكن لا شيء تحقق إلى اليوم من كل تلك الوعود المقدمة. مقابل هذا، برر عضو المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين المكلف بالتاريخ والتراث المجاهد “بوعلام تعباست”، في رده على استفسارات رئيس الجمعية، أن المنظمة تقوم بمجهودات كبيرة لتسجيل ومعاينة مختلف المواقع التي شهدت استشهاد ودفن الشهداء، ومنها منطقة جراح، لكن صعوبة المنطقة وخطر الألغام المزروعة من طرف المستعمر قد أبطأ عملية البحث والمعاينة، مثلما قال.
مع الإشارة أن مراسم الاحتفال بالذكرى 60 لثورة أول نوفمبر الخالدة ببومرداس، تميّزت بتنظيم عدة عروض ثقافية وفنية، قدمتها الفرق المشاركة، منها بالي ولاية سيدي بلعباس، مداخلات ومعرض للكتاب التاريخي والمنشورات بدار الثقافة رشيد ميموني، تناولت تاريخ الثورة الجزائرية ومختلف محطاتها النيّرة، مع تنظيم أنشطة احتفائية، خاصة ليلة الفاتح نوفمبر بحضور متميّز لفرقة البارود من ولاية وادي سوف، تنظيم استعراض لمختلف الفرق الفنية بشارع الاستقلال وسط بومرداس، وقراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء ووضع إكليل من الزهور، تدشين المعلم التاريخي لبلدية بومرداس، مع تسمية المدرسة الابتدائية لحي عدل بقورصو باسم الشهيد بومشدة عمر، حضور مراسم تقليد مختلف الرتب لأعوان الحماية المدنية، مع تنظيم مهرجان للأنشودة الوطنية بدار الشباب سعيد سناني ومعرض بدار البيئة.