وسط أجواء احتفالية بهيجة، اختُتمت بوهران فعاليات الدورة الكروية الجوارية «راديوز الباهية- فوت»، التي نظّمتها جمعية «راديوز» وجمعت بين الروح الرياضية والمبادرة التربوية، من خلال تكريم الفرق المتوّجة ومجموعة من المتفوقين في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط. شهدت الدورة تتويج فرق مستغانم، المحمدية من ولاية معسكر، وحي النخيل من وهران، التي تسلّمت كؤوسًا وميداليات وجوائز ثمينة، بحضور عدد من نجوم الكرة الجزائرية السابقين، على غرار لخضر بلومي، فضيل مغارية، كويسي مصطفى، محمد حنصال وغيرهم.. إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية والدرك الوطني والحماية المدنية. في الفئة أقل من 16 سنة، فاز فريق المحمدية على حي الحمري بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة مثيرة حتى الثواني الأخيرة. أما في فئة أقل من 18 سنة، فحسم شبان مستغانم اللقب بضربات الترجيح أمام فريق حي العقيد لطفي. فيما انتهى نهائي الأكابر بتفوق فريق حي الصباح، الذي يضم لاعب جمعية وهران بلعريبي، على فريق حي وسط المدينة في مباراة جذبت أنظار الحضور.
ولم يقتصر الحدث على التنافس الرياضي، بل امتد ليشمل بعدًا تربويًا من خلال تكريم نخبة من المتفوقين دراسيًا، على رأسهم زاني رونق من ولاية سوق أهراس، المتحصلة على المرتبة الأولى وطنيا في البكالوريا، والطالبة ملاك يحياوي من ولاية معسكر صاحبة المرتبة الثانية، إلى جانب الطالب بوختاش حبيب، صاحب أعلى معدل في التعليم المتوسط على مستوى ولاية وهران. وقد عبّر هؤلاء عن سعادتهم بهذا التكريم الذي نال إعجاب عائلاتهم وأدخل البهجة إلى قلوبهم. كما شملت التكريمات رجال الأمن الوطني والدرك والحماية المدنية، عرفانًا بتضحياتهم المتواصلة في سبيل حماية المواطن والوطن، ما أضفى على المناسبة بُعدًا وطنيًا وإنسانيًا عميقًا.
وقد ثمّن النجم لخضر بلومي هذا الحدث قائلًا: «سعيد بتكريم أبناء الوطن المتفوقين، وأدعو الجمعيات إلى الاقتداء بمبادرة «لاراديوز» لأنها تعمل لصالح المجتمع قبل كل شيء». كما أشار كويسي مصطفى إلى ضرورة حضور المدربين والمسيرين في مثل هذه الدورات، لأنها تتيح اكتشاف مواهب حقيقية انطلقت من «كرة الشوارع». تظاهرة «راديوز الباهية- فوت» أثبتت مرة أخرى أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل أداة فعالة للدمج الاجتماعي وتعزيز القيم الوطنية وتشجيع العلم، في مشهد يجمع بين الفن الكروي وروح المواطنة، ويستحق أن يُحتذى به على المستوى الوطني.