نظم المتحف العمومي الوطني البحري، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، ندوة علمية حول ديناميكية الساحل الجزائري وأهمية فهم التغيرات التي طرأت عليه وتأثيرها على حالة المواقع الأثرية القديمة.
وتطرّق المشاركون خلال هذه الندوة العلمية إلى العلاقة بين علم الآثار وديناميكية الساحل، مؤكّدين على ضرورة تكثيف الأبحاث المشتركة بين الفرق البحثية التي تحقّق في وضعية المواقع الأثرية لحمايتها من تأثيرات النشاط الزلزالي وتغير مستوى سطح البحر.
وأكّد الباحث السعيد معوش، من مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والفيزياء الأرضية، أنّ العلاقة بين الباحثين في مختلف الاختصاصات العلمية المرتبطة بعلم الآثار والتاريخ القديم والنشاط الزلزالي «تساعد على دراسة مورفولوجية الساحل ومراقبة تحرّكات البحر وقياس مستواه وتأثيره على الحياة القديمة للإنسان في تلك المناطق».
وأوضح المتحدث، في هذا الإطار، بأنّ ظواهر طبيعية مثل الزلازل كانت وراء اختفاء مدن ومعالم حضارية عديدة كانت متواجدة عبر الشريط الساحلي الجزائري، وتسبّبت أيضا في فصل بعض منها عن اليابسة كما هو حال جزيرة «رشقون» بولاية عين تيموشنت.
وقدمت، من جهتها، الباحثة عائشة حنفي، من جامعة الجزائر 2، نبذة عن خصائص الموقع الأثري المتواجد بمنطقة زموري البحري بولاية بومرداس، والذي تمّ اكتشافه في 2017، معتبرة أنه «من أندر المواقع المتواجدة على الساحل التي استفادت من برنامج تنقيب لفهم دينامكية الساحل الجزائري»، ولافتة إلى أنّ أبحاث فريق متعدّد التخصّصات قد كشفت عن «ثمانية هكتارات من بقايا أثرية ظلّت مطمورة تحت كثيب رملي تعود إلى الفترة الوسيطة (بين القرن 10 والقرن 13)».
واستطاع فريق البحث، وفق المتحدثة، في 2018 و2021 «استخراج هيكلين هندسيين يرجّح أنهما منزلين بهندسة معمارية إسلامية مميّزة تتكون من غرف وساحة داخلية ونظام صرف المياه ومخازن وآبار»، ما يؤكّد على «وجود معارف دقيقة ميّزت المجتمع الجزائري في تلك المنطقة».
ومن ناحيتها، استعرضت الباحثة سلوى شيبان، من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، خصائص الموقع الأثري بجزيرة «رشقون» والذي يعود إلى «العصر الحجري القديم»، مشيرة في سياق كلامها إلى أنه تمّ العثور هناك على بقايا حجرية قديمة وأواني.
