لا يمكن للمؤسسات الصناعية بلوغ التنافسية المطلوبة دون الاستفادة من التحول التكنولوجي وولوج عالم الابتكار، الذي يمكنها من تحقيق قيمة مضافة، هذا ما أكده المتدخلون في اليوم الدراسي الجزائري - الألماني “حول الابتكار الصناعي والتكنولوجي” الذي احتضنته، أمس، إقامة الميثاق.شكل “الابتكار الصناعي والتكنولوجي”، موضوع اليوم الدراسي فرصة لاحتكاك الخبراء الجزائريين بنظرائهم الألمان. وقَدِمَ الألمانُ إلى الجزائر لنقل خبرتهم في مجال الابتكار، لمساعدة المؤسسات المتوسطة على الاستفادة منها من خلال ما قدموه من معلومات وافية، عن مراحل والقواعد التي يجب على المؤسسة العمل وفقها، حتى تستطيع تحقيق أهدافها، التي يعد تطوير الإنتاج والتنافسية من أهمها، على أساس أن ظهور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد أحدثت تغييرات في الوظائف الأساسية للعمل ومهام الإدارة والتسيير.
وأكد المدير العام للمنافسة الصناعية بوزارة الصناعة والمناجمو عبد العزيز قندو على الدور الهام للابتكار والاهتمام الذي توليه الجزائر لترقية تنافسية المؤسسات، التي يتعين عليها وضع سياسات لتطوير المعارف والاستفادة من التجارب التي حققت تقدما ونتائج هامة في هذا المجال، مبرزا أن مفاتيح نجاح هذه السياسات في متناول المؤسسات، إذا ما أثبتت إرادتها في دخول عالم الابتكار، الذي سيفتح لها آفاق تعاون مع مؤسسات أجنبية ذات المعرفة والخبرة.
وقال قند في سياق ذي صلة، إن “ثقافة الابتكار” شرط أساسي للمؤسسات الجزائرية، إذا أرادت تحقيق نقلة نوعية في مجال إدارة الأعمال والتسيير، والارتقاء بمستوى عمالها وإطاراتها، والذي يمكنها في مرحلة قادمة بلوغ مستوى التنافسية المطلوبة، في ظل الانفتاح الاقتصادي ودخول الجزائر الوشيك إلى المنظمة العالمية للتجارة.
من جهته سفير ألمانيا بالجزائر، فوتز ليجنتال، أبرز أهمية اللقاء الذي يعد فرصة لتعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا إلى أن قدوم وفدين من الخبراء الألمان ومشاركتهما في اليوم الدراسي، بغرض مساعدة المؤسسات الجزائرية في مجال الابتكار.
وأعرب السفير في هذا الصدد، عن نية المؤسسات الألمانية في نسج علاقات متينة في إطار الشراكة والتعاون. وذكر في تصريح له على الهامش، أن ألمانيا تلتزم بتجسيد المشاريع في البرنامج الخماسي القادم، مشيرا إلى اهتمام المؤسسات الألمانية بمجال التكوين، لنقل خبرة بلاده في صناعة الجبس بطرق حديثة وباستخدام التكنولوجيا، مشيرا إلى اهتمام ألمانيا بمجال التكوين في الميادين التي أثبتت فيها ريادة.
أما رئيس المجلس التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الجزائرية - الألمانية، عبد اللطيف براهيمي، فقد اعتبر التعاون بين الجزائر وألمانيا في مجال الابتكار “مثمرا” يمكن من إدراج الابتكار في قلب سياسات المؤسسات الاقتصادية، ويسمح بنقل التحول المعرفي، وكذا يسهل عقود العمل بين مؤسسات البلدين، لافتا إلى أن اختيار المتعامل الألماني، نظرا لميزة هذا الأخير في مجال الإتقان، بحسب ما أدلى به للصحافة على هامش اللقاء.
وبالنسبة لرئيس قسم الابتكار محمد حناشي، فقد أكد غياب أهداف الصناعات الصغيرة والمتوسطة على خارطة الابتكار التكنولوجي، مادامت برامج البحث تركز على القطاعات الكبرى ذات العلاقة بالاقتصاد الكلي، مؤكدا على أهمية الابتكار كمحرك أساسي للتنافسية، وقال إنه “من الصعب الحديث عن الابتكار في الجزائر”، مستندا إلى النتائج المحتشمة المسجلة في هذا المجال، بحسب رأيه.
يوم دراسي حول الابتكار الصناعي
متعاملون ألمان يعرضون تجاربهم على المؤسسات الجزائرية
حياة/ ك
شوهد:360 مرة