المجاهـد خالـد عباس

الإعلام سلاح فتاك أثناء الثورة التحريرية

سهام بوعموشة

لعب الإعلام الجواري قبل ثورة الفاتح نوفمبر 1954 دورا مهما في التعريف بمبادئ وأهداف الحركة الوطنية، وفضح جرائم الاستعمار وتوعية الشعب الجزائري من خلال توزيع منشورات، وكان على رأس شبكة المعلومات  ارزقي بوزرينة وأحمد بودة، أحمد غرمول، مزغنة، محمد لبجاوي، وعمر أوزقان، حسين لحول، والعربي دماغ العتروس، كما ساهمت مدرستا “الصباح” و«الرشاد” في هذا النشاط، هذا ما أكده المجاهد والباحث في تاريخ الثورة الجزائرية، خالد عباس من منبر ضيف “الشعب”.

أبرز خالد عباس أهمية الإعلام الوطني قبل حرب التحرير الوطني، والذي كان يمارس في مدرستي “الصباح” و«الرشاد” وفي الأحياء والشوارع من الفم إلى الأذن، ما دفع الإدارة الاستعمارية لتسميته بـ«إذاعة الشارع” كونه كان سريعا في إيصال الأخبار إلى قادة الثورة وإعلامهم بالمستجدات بما في ذلك الشعب الجزائري، قائلا أن مناضلي الحركة الوطنية كانوا يسلمونهم مناشير لتوزيعها على مسؤولي النواحي وهم بدورهم يقرؤونه على الشعب، كما كان للنساء المسنات دور في توزيع تلك المناشير.
وأضاف أنه كانت تصدر بتونس وتصل إلى الجزائر في نفس اليوم، وفي اليوم الموالي توزع عبر كامل التراب الوطني، وبقيت العملية مستمرة لغاية اندلاع الثورة التحريرية، حيث وجدت هذه الأخيرة الشعب مستعدا وملتحما وصادقا لأنهم عرفوا أن الاستعمار دخيل على بلادنا، وينبغي إخراجه.
وقال أيضا أن الإعلام آنذاك كان ينتقل من شخص لآخر في وقت وجيز، ومن عائلة لأخرى كما كان للمدارس الحرة التي أنشاها العلامة عبد الحميد بن باديس، عبر مدرستي “الصباح” و«الرشاد” اللتين كانتا متواجدتين بالعاصمة وتقدمان دروسا للبنات في الفترة الصباحية وللذكور في الفترة المسائية، مؤكدا أن الإعلام كان يرافق التدريبات العسكرية من خلال إطلاق الرصاص بإحدى المزارع.
وفي هذا السياق، أوضح خالد عباس أنه حين كان يدرس في مدرسة “الصباح”، كان الأساتذة الذين أرسلهم العلامة عبد الحميد بن باديس من قسنطينة، يعلمونهم معنى الوطنية وضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية والإسلام وكذا محاربة الاستعمار الفرنسي، كما كانوا يزودونهم بمناشير تشرح أهداف الحركة الوطنية ونداءها، الاشتراكات التي يجب على المواطن المساهمة بها، والتحذير من السلطات الاستعمارية، لتسليمها إلى مسؤولي الناحية بشرشال والقليعة. منوها بالدور الذي لعبته كل من المعلمة زوليخة سوفلي وشامة اللتين كانتا من أعظم النساء الجزائريات اللائي كن يدرسن الفتيات، من الساعة السابعة صباحا لغاية العاشرة ليلا بمدرسة الصباح والرشاد، وساهمنا في إعداد جيل مثقف تحمل مسؤولية التعليم والتربية بعد الاستقلال، كما أشاد ضيف منتدى “الشعب” بالرجال العظماء الذين قدموا إعلاما خدم الثورة وعلى رأسهم أرزقي بوزرينة وأحمد بودة، قائلا: “هذا هو الإعلام الذي أوصلنا للتحضير للثورة وننطلق في سنوات 1945 و1950. حيث كان إعلاما قويا واستراتيجيا”.
وبالمقابل، أشار الباحث في الثورة الجزائرية إلى أنه بعد إلقاء القبض على بعض مناضلي المنظمة الخاصة فر البعض منهم إلى الجبال، لكن خلال ستة أشهر تم إعادة كل الخلايا في مجال الإعلام إلى مكانها من جهة، وتم جمع الأسلحة من جهة أخرى، وأصبح رجال الإعلام يتجولون في كل قرية، مضيفا أن الثورة نجحت بفضل الإعلام الجواري الذي كان له الأثر أكثر من السلاح، كما تطور فيما بعد حين تغيرت الموازين على الساحة الدولية.
وحسب ضيف منتدى “الشعب” فإنه خلال الفترة 1954 - 1956 أنشئتا مصلحتين الأولى مدنية تتمثل في الإعلام والثانية عسكرية تتمثل في الأسلحة، كما تم تأسيس مكاتب بالدول العربية للتعريف بأهداف الثورة وقام الشهيد العربي بن مهيدي والمجاهد حسين آيت أحمد بالاتصال بالصحافة التونسية والأمريكية وساعدهم في ذلك الحزب الشيوعي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024