استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون خطوة جريئة وتحد حقيقي

الجزائريون أثبتـوا احترافيـة ومهنيــة في التسيــير

سعاد بوعبوش

أكد المجاهد والباحث في الثورة الجزائرية خالد عباس، أن قرار استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون في 28 أكتوبر 1962، لم يكن قرارا ارتجاليا بل سبقه استعداد ودراسة بالنظر لأهمية هاتين المؤسستين وإدراكا لدور الإعلام الذي لعب دورا كبيرا في دعم الكفاح المسلح الذي قادته جبهة التحرير الوطني قبل وبعد أول نوفمبر.

قال خالد عباس ضيف “الشعب” أن قرار استرجاع السيادة على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون هو تجسيد نقل السيادة الجديدة للدولة الجزائرية من خلال هذا القطاع الحساس، وبعث القيم الثقافية الخاصة بالشعب الجزائري بعيدا عن الثقافة الاستعمارية والسياسة التي اتبعتها وحاولت من خلالها طمس الهوية الوطنية.
وتحدث عباس بتفاعل كبير عن المرحلة الحاسمة التي مر بها هذا القطاع الحساس وبدموع سبقت كلماته ورسمت صورة واضحة عن الخطوة الجريئة والشجاعة التي كان لها وقع كبير في نفوس الجزائريين لما لها من رمزية وعمق تاريخي أعاد بعث الهوية الوطنية من جديد، حيث تجسدت برفع كل من طاهر بن أعمر وعبد الرحمان بن دحماني العلم الجزائري على الإذاعة والتلفزيون، ليرفع تحدي الكفاءة والاقتدار يوم 28 أكتوبر 1962، وليعطي الجزائريون درسا عاليا في المهنية في تسيير المؤسستين ببسط السيادة عليهما وخروج الفرنسيين منهما.
وحسب المجاهد يعد هذا التاريخ تحديا حقيقيا رفعه الإعلاميون والتقنيون الجزائريون العائد بعضهم من إذاعة الناظور بالمغرب، حيث اكتسبوا فيها الكفاءة والقدرات والذكاء الخارق الذي مكنهم بكل احترافية من تسيير المؤسستين بعد مغادرة الصحفيين والتقنيين الفرنسيين للمبنى احتجاجا على استبدال علم بلدهم بالعلم الوطني ومراهنتهم على استحالة استغناء قطاع السمعي البصري في الجزائر عن خدماتهم.
وأوضح عباس أنه بالرغم من نقص خبرة التقنيين الجزائريين إلا أنهم تمكنوا بفضل العزيمة والروح الوطنية من مواصلة البث بعد انقطاعه لفترة قصيرة، حيث تمت الاستعانة بعدد من المهندسين والتقنيين الذين تم تكوينهم قبل التاريخ المذكور تحسبا للاسترجاع الأكيد للسيادة على هاتين المؤسستين الإعلاميتين، مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا ملمين بطرق تسيير التجهيزات الحديثة آنذاك والذين قاموا بدورات تكوينية وصلت إلى درجة طلب مكونين من المؤسسات المصنعة مقابل دفع مبالغ طائلة لبلوغ هذه الغاية ما يؤكد استعدادهم لهكذا تحد.
وبالرغم من ذلك قال ضيف “الشعب” أن الروح الوطنية كانت الحافز الأكبر للتقنيين والإعلاميين الجزائريين الذين أكدوا قدرتهم على مقارعة هذا التحدي خاصة ليس فقط بمؤسستي الإذاعة والتلفزيون بل وفي كل المجالات لأن الفرنسيين بعد إعلان نتائج الاستفتاء يوم السبت 3 جويلية 1962 وبعث الرئيس الفرنسي شارل ديغول إلى السيد عبد الرحمن فارس رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة للجمهورية الجزائرية رسالة تحمل الاعتراف باستقلال الجزائر، حمل الفرنسيون أمتعتهم وكل شيء وشقوا البحر عائدين إلى ديارهم اعتقادا منهم بانهيار الجزائر بعدهم غير أن ذلك لم يتحقق لأن معركة البناء كانت قد بدأت.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024