قـرار سيـد مكمــل لمعركة كسـر شوكـة فرنســا الاستعماريـة

حبيبة غريب

يعد استرجاع السيادة على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في 28 أكتوبر 1962، من القرارات الوطنية الهامة التي اتخذتها الحكومة الجزائرية، شهور قليلة بعد الاستقلال وكان ذلك بمثابة استكمال لابد منه لفرض نفوذها على المؤسسات الإستراتيجية التي حاولت فرنسا الاستعمارية مواصلة السيطرة عليها بموجب بنود اتفاقية “ايفيان” التي كانت تقضي ببقاء مؤسسة السمعي البصري تحت السيطرة الاستعمارية على أن تحمل أيضا اسم مؤسسة الإذاعة والتلفزة الفرنسية.

وجاء قرار استرجاع السيادة رسميا بالمرسوم المؤرخ في الفاتح من أكتوبر 1962 تحت رقم 67 - 234 والذي تحولت بموجبه المؤسسة إلى مؤسسة البث الإذاعي والتلفزيوني ثم إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ورفرف فوقها العلم الجزائري للمرة الأولى.
كما جاء ليضع حجر الأساس لقطاع الإعلام بالجزائر المستقلة، ويؤسس لمشروع وبرنامج نشرع الثقافة الجزائرية المحضة والعمل على تعبئة الطاقات لمعركة البناء والتشييد التي شرعت فيها الجزائر المستقلة.
ولم تكن هذه الخطوة التاريخية سوى امتداد طبيعي للسياسة المنتهجة إبان الثورة التحريرية والتي جعلت من الإعلام وسيلة للترويج للثورة ولتوعية الجزائريين وتعبئة الروح الوطنية، وتعزيزا للكفاح المسلح.
وقد تميز الإعلام إبان ثورة نوفمبر المجيدة بالقرارات الجريئة لصناعها والتي أدت إلى إنشاء إذاعة الجزائر السرية التي كانت تبث من محطتي الحدود الشرقية والغربية والتي كانت أول محطة لها بطنجة بالمغرب، يقول المجاهد والباحث في ثورة نوفمبر عباس خالد.
وأضاف المجاهد قائلا، أن الإذاعة السرية التي كونتها وسهرت على إطلاقها  المجموعة التي كان يقودها عبد الحفيظ بوالصوف، كانت مهمتها الأولى توعية الجزائريين والجزائريات ونقل وفضح تنقلات عملاء فرنسا من أجل اتخاذ الحيطة والحذر، كما كانت تبث وقائع ونتائج العمليات والهجمات الفدائية التي كانت تقوم بها كتائب جيش التحرير الوطني عبر كل الولايات التاريخية من أجل رفع معنويات الشعب وتحفيزه أملا في النصر القريب.
كما أوتي بمعداتها من روسيا و تشيكوسلوفاكيا وهولندا، ووضعت إستراتيجية خاصة بها حيث انتقلت من الحدود الغربية إلى الولايتين الثالثة والرابعة، وتدعمت بمحطة أخرى على الحدود الشرقية، مشكلة بذالك منبرا لصوت الشعب الجزائري ولرسالته الموجهة للعالم المعبرة عن عزمه باسترجاع سيادته على الجزائر بالدم والسلاح.
ويستذكر المجاهد عباس خالد الذي يكرس جل أوقاته منذ 1980 إلى البحث في تاريخ الثورة، أول بث لإذاعة الجزائر المستقلة، والذي كان النشيد الوطني وبيان للشعب الجزائري تحت عنوان أيها الشعب الجزائري أنت اليوم حر”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024