الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني لـ“الشعب“:

إسبانيا تسعى إلى تحقيق مكانة اقتصادية متميّزة مع الجزائر

آسيا قبلي

 تطلّع إسباني لرفع قيمة التبادلات إلى 10 مليار دولار

عكست رسالة ملك إسبانيا التي حملها للوزير الأول نذير العرباوي، لدى استقباله له خلال افتتاح فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة 04 لتمويل التنمية بمدينة إشبيلية الإسبانية، رغبة إسبانيا في استعادة العلاقات الطبيعية سيما الاقتصادية منها، كما تدفع عديد المؤشرات العلاقات إلى استعادة مسارها الطبيعي الذي كانت عليه، بين دولتين مؤثرتين لهما وزن في محيطيهما الإقليميين، وتربط بينهما علاقات تجارية مهمة.

قال الخبير الاقتصادي، الدكتور عبد القادر سليماني، إن اتجاه العلاقات الجزائرية نحو الانفراج الذي طفا إلى السطح قبل أشهر تزامنا مع زيارة وزير الداخلية الجزائري إلى إسبانيا، شهر فيفري الماضي، ثم الاستقبال الذي خصّ به الملك الإسباني الوزير الأول، نذير العرباوي، وتحميله نقل رسالة ودية إلى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، عكس يقين إسبانيا أن الجزائر قوة إقليمية واقتصادية ولا يمكن أن تفرض عليها شروط لا اقتصادية ولا اجتماعية ولا سياسية، وفهمت إسبانيا أن الجزائر اليوم هي أكبر ضامن طاقوي لأوروبا، خاصة وأنها تقوم بتنويع شركائها الاقتصاديين، لذلك تفطنت إسبانيا للموضوع وعادت إلى رشدها.
وأشار الخبير سليماني، في اتصال مع «الشعب»، أمس، إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين التي بلغت ثمانية ملايير دولار منها ثلاثة ملايير دولار صادرات جزائرية من النفط والغاز ومشتقاتهما، كما يربط الجزائر بإسبانيا خط مباشر للغاز لنقل أكثر من 9 مليار متر مكعب 3 سنويا، وبالتالي - يضيف سليماني - إسبانيا فهمت أن الجزائر شريك قوي وآمن ومضمون للاتحاد الأوروبي الذي يعتبر أكبر شريك اقتصادي للجزائر من حيث نسبة المبادلات التي تقدر بـ50 بالمائة، كما أن إسبانيا دولة فاعلة في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف المتحدث أن إسبانيا ترى في الجزائر دولة قوية ومحورية إفريقيا ومتوسطيا ومع الاتحاد الأوروبي، وهي لا تريد أن تبقي على توتر العلاقات؛ لأنها الخاسر الأكبر بمليارات الدولارات بسبب عدم توطين التجارة البينية بين البلدين، وعليه تريد اليوم طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة مع الجزائر التي تعتبر دولة من أقوى الاقتصادات الإفريقية باحتلالها المرتبة الثالثة كأقوى الاقتصادات إفريقيا، وتسعى إلى بلوغ 400 دولار ناتج محلي خام مع تنويع صادراتها خصوصا من الغاز، وهو المورد الذي تحتاجه إسبانيا سيما بعد أزمة الطاقة العالمية.
 وأوضح سليماني أن هناك استثمارات إسبانية بقوة في الجزائر وهناك عديد شركات التي تنشط في مجال الطاقة والبترول والغاز والطاقات المتجددة؛ إذ نتحدث اليوم عن فتح الجزائر مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر بالإضافة إلى الزراعة والفلاحة، وهي مجالات تسيل لعاب المستثمرين الإسبان الذين يريدون الاستفادة من مناخ الاستثمار المناسب في الجزائر خاصة مع سنّ القانون الجديد للاستثمار.
وختم بالقول إن إسبانيا فهمت الرسالة من خلال نموذج الشراكة الجزائرية الإيطالية، والجزائرية الألمانية وكذا السلوفينية والبرتغالية وهو المثال الذي يجب عليها أن تحذوه، كما فهمت أن الجزائر سيدة في قراراتها ولا يمكن أن يفرض عليها شروط، لذلك رأت أنه من الأنسب التطلع للمستقبل بزيادة المبادلات التجارية ورفعه إلى 10 مليار دولار وضمان تدفقات الغاز نحوها، لتتحول إلى منصة لتوزيع الغاز إلى أوروبا ما يدرّ عليها أرباحا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025
العدد 19809

العدد 19809

الأحد 29 جوان 2025
العدد 19808

العدد 19808

السبت 28 جوان 2025