الفرق الصحية والخدمية تواصل تقديم خدماتها لضيوف الرّحمن
يُغادر آخر الحجاج الجزائريين، اليوم الإثنين، مشعر منى بعد إتمامهم رمي الجمرات في آخر أيام التشريق، وسط أجواء روحانية سادها الهدوء والتنظيم المحكم. ويأتي ذلك بعد أن غادر الحجّاج المتعجلون، أمس الأحد، متجهين إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة لمن لم يكن قد أتمّهما بعد.
يطوي حجّاج الجزائر “الموسم الأول” من موسم الحج، ويبدأ “الموسم الثاني” وفقا لتقسيمات البعثة الجزائرية للحج، والذي يُعنى بتنظيم شؤون الحجاج خلال فترة مكوثهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة تمهيدا لعودتهم إلى أرض الوطن.
وفي هذا السياق، عقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ورئيس مكتب شؤون حجّاج الجزائر، يوسف بلمهدي، اجتماعا موسعا في وقت متأخر من الليلة الثانية بعد عيد الأضحى المبارك، حضره مدير مكتب شؤون حجاج الجزائر الطاهر برايك، ورؤساء الوفود، إلى جانب رؤساء المراكز الثلاثة (مكة المكرمة، المدينة المنورة، وجدة)، ورؤساء الفروع التابعة للبعثة.
وناقش الاجتماع الترتيبات المتعلّقة بعملية التعجّل ومغادرة الحجاج صوب مكة لأداء ما تبقّى من مناسك الحج، إضافة إلى نقلهم نحو جدة استعدادا لرحلات العودة، أو المدينة المنورة لمن اختار زيارة المسجد النبوي.
وشدّد الوزير في توجيهاته على ضرورة المحافظة على الجاهزية نفسها التي طبعت “الموسم الأول”، من حيث الرعاية الصحية، والإعاشة، والتكفّل بكافة احتياجات الحجّاج، فضلا عن ضمان الإرشاد الديني في كل محطة من محطات تنقل الحجّاج.
وأوضح الوزير أنّ “الموسم الثاني” يبدأ مباشرة بعد انتهاء أعمال مشعر منى، حيث تتوزع مهام البعثة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، لتأمين خدمة الحجّاج وضمان راحتهم حتى لحظة مغادرتهم. وفي هذا السياق، أشار المتحدث إلى أن فرق الإرشاد الديني ستستمر في مرافقة الحجاج داخل الحرم المكي، خاصة من لم يتمّ طواف الإفاضة والسعي بعد، مؤكدا على استمرار نشاط الإرشاد الديني في مكة عبر توعية الحجاج بمناسك الحج والعمرة، وشرح الجوانب الشرعية المتعلقة بختم المناسك.
كما أبرز الوزير أن فرقا متخصصة من المرشدين الدينيين والأطباء والحماية المدنية سيبقون مجندين لخدمة الحجاج، مؤكدا أنّ جميع الفرق الصحية والخدمية ستواصل تقديم الخدمات حتى اكتمال مغادرة آخر حاج جزائري من الأراضي المقدسة.
وفي المدينة المنورة، سيتم التكفّل بمرافقة الزائرين لأداء الصلوات في المسجد النبوي وزيارة الروضة الشريفة، إضافة إلى زيارة المزارات التاريخية مثل مسجد قباء وجبل أحد، مشدّدا على استمرار التغطية الصحية والإشراف التنظيمي بالوتيرة نفسها التي ميّزت “الموسم الأول”.
تقدير للجهود
وفي تصريح خصّ به البعثة الإعلامية الجزائرية، قال الوزير: “لقد وفّق الله حجّاجنا في أداء الركن الأعظم بالوقوف بعرفة، وأدوا رمي الجمرات في أيام التشريق، وهاهم يغادرون مشعر منى في اليوم الثاني بعد أن فضّل أغلبهم التعجل”. وأردف قائلاً: “خطة البعثة في مشعر منى شملت الاستعداد الكامل لكل الاحتمالات، حيث خصّصت خدمات الإعاشة والمخيمات للذين فضلوا البقاء حتى اليوم الثالث من أيام التشريق. أما بالنسبة للحجاج المغادرين، فقد انتقلت فرقنا إلى جدة والمدينة المنوّرة لتأمين الاستقبال والراحة للحجاج، وضمان عودتهم إلى الجزائر في ظروف مريحة وسلسة”. ويُذكر أنّ رحلات عودة الحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن ستنطلق تدريجيا ابتداءً من الأسبوع المقبل، وسط استعدادات تنظيمية مكثفة لتفويج الحجّاج عبر مطارات جدة والمدينة المنورة. وستتواصل عمليات الترحيل وفق جدول زمني مدروس لتفادي الاكتظاظ وضمان انسيابية العودة.