منحها التشريع الجزائري استقلالية وميزة

التعاونيات الفلاحية في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية

س. بوعموشة

تلعب التعاونيات الفلاحية دورا هاما في الحفاظ على الفلاحة العائلية، كونها تسمح بإنجاز وتسهيل العمليات التي تتعلق بالإنتاج والتحويل والتعليب وتسويق المنتوجات لمنخرطيها، وكذا التزويد بالتجهيزات اللازمة للمستثمرات، وإمكانات التكوين والتدريب والتأمين.
 وفي هذا الصدد، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو - ٢٠١٤) «السنة الدولية للفلاحة العائلية» لهدف تسليط الضوء على دورها الهام في التخفيف من وطأة الجوع والفقر، ومساهمتها في ضمان الأمن الغذائي وتحسين المستوى المعيشي لسكان الريف وإدارة الموارد الطبيعية، وحماسة البيئة وخاصة في تحقيق التنمية المستدامة.
من جهة أخرى، لإعادة مركز الفلاحة العائلية، في السياسات الزراعية والبيئية والاجتماعية في الأجندة المحلية، بالإضافة إلى تشجيع النقاش والتعاون على الصعيد المحلي والإقليمي وحتى العالمي، وذلك لفهم التحديات التي تواجه صغار الفلاحين، ثم البحث في كيفية مساعدة ودعم أصحاب المزارع الأسرية.
وتعرف التعاونيات الفلاحية، حسب القانون الجزائري، أنها تقوم على أساس التضامن المهني، تؤسس على حرية الانضمام لأصحابها ولا تهدف إلى تحقيق ربح تجاري، وهي شركة مدنية لها أشخاص ورأسمال متغيران وتتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وتنص عليها المواد 2، 3 و4 من المرسوم التنفيذي رقم 96 - 459 المؤرخ بتاريخ 18 12 1996.
ومن أبرز خصائص الفلاحة العائلية، قلة الأراضي المخصصة للأنشطة الفلاحية، حيث أن أغلب المستثمرات الفلاحية مساحتها تكون أقل من 10 هكتارات، كما أن عدد رؤوس الحيوانات يكون قليلا، زيادة على أن المنتوج يستهلك من طرف العائلة، أما الفائض يسوق محليا. كل هذه المميزات تجعل من هذه المستثمرات الفلاحية مصدرا اقتصاديا واجتماعيا هاما. ونشير هنا، إلى أن جذور التعاون الفلاحي في الجزائر يعود إلى العهد النوميدي وتطور مع دخول المعمّر إلى الجزائر، حيث كان لكل منطقة نظام تعاوني خاصا بها.
ونظرا لأهمية هذه الطريقة، قام المشرع الجزائري، بعد الاستقلال، بوضع عدة مواثيق، منها ميثاق طرابلس في جوان 1962، الذي حدد معالم الإصلاح الزراعي بإقامة أشكال جماعية للاستغلال الزراعي وتوزيع الأراضي وتطبيق الانخراط التلقائي في التعاونيات للفلاحين لتفادي النتائج السيئة لأشكال الاستغلال الإلزامي، وثانيا مشروع الإصلاح الزراعي عام 1964 الذي يقترح توزيع الأراضي على الأفراد، مع تدعيم هذه العملية بنشاط تربوي إعلامي لحمل المستفيدين على تشكيل تعاونيات فيما بينهم.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024