تقدير وإشادة بمساندة الفرنسيين الأحرار للثورة الجزائرية

ضرورة تعريف التاريخ الوطني للأجيال

حبيبة غريب

إذا كانت كتابة تاريخ الثورة التحريرية مهمة، فتعريفه للأجيال الصاعدة بالجزائر وبفرنسا، مشروع ذو بعد حقيقي، يهدف أساسا إلى فتح صفحات تاريخية جديدة بين شباب الضفتين، ترتكز على نبذ مفهوم العنف والجرائم والحروب، حتى - كما قالت المجاهدة عقيلة وارد - ‘’لا تُنسى تضحيات الشعب الجزائري الجسام وكفاحه الشرعي والعادل من أجل استرجاع سيادته وأرضه».
استحسنت المجاهدة عقيلة وارد جانب الاحتفالات بالذكرى الستين الذي خصصته وزارة المجاهدين للجالية الجزائرية بالخارج، معتبرة أنه من الضروري والهام جدا التعريف بما جرى ولابد من التركيز على إيصال الحقيقة وتعريف التاريخ للشباب خاصة وتلقينهم ثقافة اللاعنف والتسامح والعيش بعيدا عن الحروب والجرائم والقمع، هذه الأمور البشعة التي تنقص من قيمة الإنسان ومن مبادئه.
وأكدت السيدة وارد وهي شاهد عيان على أحداث 17 أكتوبر 1961، أنه على الأجيال الصاعدة اليوم والتي ليست لها صلة بتاتا بما جرى في الماضي، أن تجد طريقة للتكلم والتحدث فيما بينها عن الماضي، فهي ليست مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية، بل ملزمة بمعرفة الوجه الآخر للبلد الذي يدافع عن الحريات وحقوق الإنسان ومنع وقمع شعبا بأكمله من ممارسة هذا الحق طوال قرن و32 سنة من جهة أخرى.
وفي شأن آخر، تطرقت المجاهدة إلى «المساندة والتضامن الذي تلقته فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا ومناضلو الولاية السابعة من قبل فرنسيين وفرنسيات أحرار، كان العديد منهم سبق وأن شاركوا في المقاومة ضد الألمان إبان الحرب العالمية الثانية، معتبرة أنه لابد من العرفان بما قاموا به حين التحدث عن هذه الأحداث الأليمة».
وأضافت وارد قائلة: «أريد أن أحيي الدور الذي لعبه الفرنسيون أصدقاء الثورة والشعب الجزائري، المدافعون عن الحق والحريات، فليس ممكنا أن نقول إننا ديموقراطيون وإنسانيون إذا لم نفهم طلبات الشعوب في الحق في تقرير المصير والحرية، وهو الشيء الذي قام به الفرنسيون والفرنسيات الذين ساعدونا إبان الثورة».
وكشفت المجاهدة، أن «مساندة الفرنسيين لنضال الجزائريين كلفهم غاليا، فقد تم توقيف العديد منهم وتعذيبهم والزج بهم في السجون، ولم يتم الإفراج عن العديد منهم، بعد استقلال الجزائر سوى بمرسوم حكومي فرنسي خاص، إذ اعتبروا خونة لبلادهم’’.
واعتبرت المجاهدة، أن «هؤلاء النساء والرجال هم من يمثل حقا شرف فرنسا وليس الذين ارتكبوا تلك الجرائم البشعة في حق الجزائريين وقتلوهم من أجل سلبهم وطنهم وهويتهم».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024