حقائق مثيرة،، وشهادات مؤثرة كشفت عنها المجاهدة وارد عقيلة عند استضافتها في منبر «ضيف الشعب» بخصوص الأعمال الإجرامية والابادة الجماعية التي تعرض لها الجزائريون في باريس يوم ١٧ أكتوبر على يد السفاح موريس بابون الذي امر قوات الشرطة بمطاردة كل من يتظاهر والقاء به في نهر السين،، وملاحقته والقبض عليه، ونقله الى قاعات الرياضة.. دون أكل أو شرب أو دورة مياه لأيام طوال.
إغرورقت المجاهدة وارد بالدموع عندما استحضرت تلك الافعال المصنفة في خانة الجرائم ضد الانسانية وهي تقف على قيام الشرطة الفرنسية بالاعتداء على جزائريين مسالمين خرجوا في مظاهرة تعبيرا عن رفضهم للاستعمار الفرنسي للجزائر،، والاكثر من هذا حيازتها قائمة لجزائريين قتلتهم الشرطة الفرنسية وعثر عليهم بعد ذلك،، ليعتبروا بأنهم «مفقودون،، مجهولون» والى غاية يومنا هذا لا اثر لهويتهم،، ولايعرف عنهم اي شيء،، يحصون بالمئات، ضحوا من اجل الجزائر،، وتحدوا آلة القتل في شوارع العاصمة الفرنسية باريس.. ردا على المجرم بابون الذي اراد فرض نظام حظر التجول،، وقمع الجزائريين بشكل لامثيل له والزج بهم في مساحات اعتقال أعدت لهذا الغرض بالرغم من أن قادة اتحادية الجزائريين بفرنسا شددت على ان تكون المظاهرة سلمية،، ويمنع على كل واحد اخذ معه وسائل معينة،، لكنهم تفاجأوا لهمجية وغطرسة هؤلاء الذين اجهزوا عليهم بالهراوات والعصي،، ادى الى اصابة العديد منهم بجروح خطيرة،، وانتقاما منهم رميوا في شهر السين،، هي صورة اخرى من صور القمع الاستعماري ضد الجزائريين في باريس يعد كل الذي اقترفه على أرض الجزائر.
وفي هذا الشأن دعت المجاهدة وارد عقيلة الى الاسراع في كتابة تاريخ نضال الجزائريين في فرنسا،، لكشف ماعاناه هؤلاء على يد البعض من الغلاة المجرمين ضد أناس أرادوا حرية واستقلال بلدهم،، مشيرة في هذا الصدد الى ماكتبه كل من علي هارون وعمر بوداود، ومشاطي وبوعزيز من أجل انارة درب الأجيال القادمة في معرفة تضحيات أسلافهم وإبراز قيم النضال لكل من يريد أن يطلع على كفاح هذا الشعب،، وهذا كله من أجل تجسيد مبدأ جوهري ألا وهو «حتى لاننسى» الذي يعد قناعة عميقة لدى الكثير من المجاهدين الذين يحبذون أن يطلع شبابنا على تاريخ كفاح شعبهم.
وبالرغم من الكتابات القليلة حول ما أسماه البعض بالولاية السابعة كتأكيد على امتداد النضال بين جزائريي الداخل والخارج،، فإن المجاهدة وارد عقيلة بحوزتها معلومات هامة، ومعطيات دقيقة جدا،، وتفاصيل واقعية عما عاشته وشاهدته في أحياء باريس يمكنها أن تستغل وتضاف إلى كل تلك المراجع التي تتحدث عن كفاح الجزائريين في فرنسا،، وتكون بمثابة لبنة أخرى لتقوية الجانب المتعلق باثراء الكتابة في هذا المجال،، خاصة إن جاء ذلك على ايدي ولسان المعنيين مباشرة بمثل هذه الوقائع،، وقد عززت من طرف الفرنسيين الأحرار الذين تعاطفوا وتضامنوا وساندوا الثورة الجزائرية، منهم جان لوك اينودي،، وغيرهم،، وكذلك الفرنسيات اللائي دخلن السجن بسبب وقوفهن مع الجزائريين فيما يعرف «بحاملي الحقائب» واحتجاجهن على ارسال قوات اضافية الى الجزائر.
واعتبرت المجاهدة عقيلة وارد أن الثورة الجزائرية هي الثورة الوحيدة التي نقلت المعركة إلى أرض العدو ولقنته درسا لاينساه أبدا.