رئيس الجمهورية شدّد على ضرورة تقديم خدمة راقية تليق بالحجّاج الجزائريّين
أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، بصفته رئيس مكتب شؤون حجّاج الجزائر، على اجتماع توجيهي بمركز المدينة المنورة لبعثة الحجّ الجزائرية، بحضور سفير الجزائر بالمملكة العربية السعودية شريف وليد، والقنصل العام بجدة محمد عالم، والمدير العام للديوان الوطني للحجّ والعمرة الطاهر برايك، ورئيس مركز المدينة بلخير بوذراع، إلى جانب رؤساء الفروع التابعة للمكتب.
في كلمته التوجيهية، ثمّن الوزير بلمهدي العمل المنسّق الذي تشهده البعثة الجزائرية بالمدينة المنورة، وأكّد أنّ الجزائر تولي أهمية قصوى لخدمة ضيوف الرّحمن، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي شدّد على ضرورة تقديم خدمة راقية تليق بالحجّاج الجزائريّين.
وأكّد الوزير أنّ مركز المدينة المنوّرة نجح في استقبال أكثر من 92% من الحجّاج الجزائريّين خلال المرحلة الأولى من الموسم، وقد تم ترحيل أكثر من ثلثيهم إلى مكة المكرمة، ولم يتبق سوى عشر رحلات في انتظار الوصول. وأوضح أنّ التقييم الأولي يعكس نجاحا واضحا على جميع المستويات، من الاستقبال والإيواء، إلى الخدمات الصّحية والإرشاد الديني، مشيّدا في السياق ذاته بدور كل أفراد البعثة في تقديم خدمة متكاملة وفعالة.
إشادة سعودية
وذكّر الوزير بالإشادة التي تلقّتها البعثة الجزائرية من قبل السلطات السعودية، والتي وصفت عمل البعثة الجزائرية بأنه من بين الأفضل تنظيما على مستوى البعثات العربية والإسلامية، خاصة من حيث الخدمات الطبية، حيث تم تسخير أكثر من 6.5 طنّ من الأدوية لخدمة الحجّاج، فضلا عن التغطية الصحية الميدانية اليومية.
كما أكّد على أهمية التمسّك بالمرجعية الدينية الوطنية في عملية الإرشاد، لما لها من دور في تسهيل أداء المناسك، مشدّدا على أنّ نجاح المرحلة الأولى لا يعني الرّكون، بل يستدعي مضاعفة الجهود في مكة، المدينة التي تشهد ذروة الشعائر.
حصيلة دقيقة وشاملة
وخلال الاجتماع، قدّم رئيس مركز المدينة المنورة للبعثة الجزائرية للحجّ، بلخير بوذراع حصيلة مفصّلة لأداء المركز منذ انطلاق الموسم. وجاء في التقرير أن عدد الحجّاج الذين وصلوا إلى المدينة المنورة بلغ أكثر من 22 ألف حاجًا، من بينهم 12285 من حجّاج الديوان الوطني، و9277 من حجّاج الوكالات السياحية، بالإضافة إلى 152 عضوا من البعثة المركزية.
وأوضح أن عدد الرّحلات التي وصلت مطار المدينة المنورة بلغ 69 رحلة، تم ترحيل 15439 حاجّا منها إلى مكة المكرمة، ما يمثل 74% من العدد الإجمالي، في حين لا يزال عدد قليل من الرّحلات في طور الوصول.
في الجانب الصحي، تم تسجيل 1495 تدخّلا طبيا، مع تراجع ملحوظ في عدد الحالات الحرجة، إذ بلغ عدد المقيمين في المستشفيات يوم الاجتماع ثلاث حالات فقط. وفي ما يتعلّق بالأنشطة الدينية، تم تنظيم 218 درسا دينيا و135 محاضرة.
كما شملت الحصيلة الرّقمية المتقدمة التي قدّمها المكتب، عمليات رقمنة بيانات الحجّاج وتوزيع بطاقات «نسك» بالتنسيق مع السلطات السعودية، ما ساعد على تسهيل حركة الحجّاج ومتابعة أماكن إقامتهم وتنقلاتهم.
لقاءات مباشرة
وعلى هامش الاجتماع، قام الوزير بلمهدي رفقة الوفد الرّسمي بجولة تفقدية في مختلف فروع مركز المدينة، للاطلاع على سير الخدمات المقدمة، وحرص على الاستماع لانشغالات فرق العمل وتقديم توجيهات تحفيزية لتعزيز الأداء.
كما زار الوزير عددا من المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، على غرار مسجد قباء وجبل أحد، حيث التقى بجمع من الحجّاج الجزائريّين الذين عبّروا عن ارتياحهم وظروف إقامتهم، وقد أكّد لهم أنّ الدولة الجزائرية جنّدت كل الإمكانات لضمان موسم حجّ متميهز، مشدّدا على أنّ العودة ستكون بإذن الله آمنة وسالمة. يُذكر أنّ بعثة الحجّ الجزائرية اعتمدت هذا الموسم على مبدأ التنسيق المؤسّساتي، والعمل الجماعي بين مختلف القطاعات: من الشؤون الدينية، إلى الصحة، والحماية المدنية، والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى القنصلية والسفارة الجزائرية.