سلط مشاركون في ندوة تاريخية موسومة بـ»الأمير عبد القادر.. سيرة ومسيرة»، نظمت بمعسكر، الضوء على الحنكة العسكرية والسياسية التي تميز بها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
في هذا الصدد، أشار الأستاذ رقيق قادة من جامعة تلمسان، إلى أن الأمير عبد القادر كان يتميز بحنكة عسكرية كبيرة في مقاومته لجيش الاحتلال الفرنسي في الفترة من 1832 إلى 1848، مما أنهك القوات الاستعمارية، فضلا عن إقامته لمعسكرات حربية متنقلة كانت ترغم الجيش الاستعماري الفرنسي لتشتيت قواته بمناطق مختلفة بالوطن.
من جهته أبرز الأستاذ عبو إبراهيم من جامعة «مصطفى اسطمبولي» بمعسكر، أن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة استطاع بذكائه وحنكته العسكرية العالية تأسيس جيش نظامي صمد في وجه قوات الاحتلال الفرنسي طيلة 17 سنة كاملة وحقق خلالها انتصارات عسكرية مهمة، منها معارك «المقطع» و»مستغانم» سنة 1833 و»تافنة».
كما ذكر الأستاذ بونقاب مختار من ذات الجامعة، أن الأمير عبد القادر استطاع، بفضل حنكته السياسية، إنشاء دولة جزائرية حديثة، فضلا عن تأسيس عاصمة متنقلة أطلق عليها إسم «الزمالة» والتي كان إنشاؤها ضرورة سياسية وعسكرية، مكنت من مواجهة قوات الاستعمار الفرنسي.
وأشار الأستاذ بخدة طاهر، من جامعة معسكر، إلى أن الأمير عبد القادر كان يمتاز بنظرة سياسية ثاقبة، من خلال بناء إمارة قوية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتنظيم سياسي محكم لدولته عن طريق إنشاء عدة دواوين، منها تلك التي تخص الجيش والصكة (صناعة النقود) والقضاء والديبلوماسية والأوقاف. وأضاف، بأن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة انطلق بمشروع سياسي وديبلوماسي وعسكري متكامل، أسس به مقومات السيادة لدولته وجعلت الجزائر تقاوم المستعمر الفرنسي كدولة.