الشّعب الفلسطيني أحوج ما يكون للدعم المالي
جلسات البنك الإسلامي حملت البشائر من أرض الجزائر
بناء مستشفى لمرضى السّرطان بغزّة...جرعة أمل لمواصلة النّضال
وقّعت دولة فلسطين ومجموعة البنك الإسلامي، اتفاقية لبناء مستشفى لمرضى السّرطان بغزّة، أمس، على هامش الجلسات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية في يومها الثالث، ممّا يؤكّد اهتمام البنك بالوضع في غزّة وعزمه على مساندة القضية الفلسطينية، التي يعتبرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قضية عربية مركزية لا تفاوض ولا مساومة فيها. حيث كانت فلسطين حاضرة في قلوب كل المشاركين واتفاقية الشراكة المبرمة معها الأكثر مباركة من طرف كل الدول الأعضاء.
أعرب سفير دولة فلسطين لدى الجزائر، فايز أبو عيطة، عن عظيم ارتياحه لبشرى توقيع اتفاقية بين دولة فلسطين ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية، تقضي بإنشاء مستشفى متخصّص لمكافحة السّرطان في قطاع غزّة، معتبرا هذه الخطوة بمثابة دعم حيوي للشّعب الفلسطيني في ظرف إنساني بالغ الصعوبة.
أكّد السفير في تصريح خص به «الشّعب» على هامش توقيع الاتفاقية، أنّ هذه الأخيرة «تمثل خطوة إيجابية كبيرة بالنسبة لنا، في ظل الحاجة الماسة لمثل هذه المنشآت الصحية لعلاج مرضى السرطان في غزّة»، مضيفا أنّ الشّعب الفلسطيني اليوم «أحوج ما يكون لهذا النوع من الدعم، في وقت تتعرّض فيه مؤسّساتنا للتدمير الممنهج».
وعبّر السفير أبو عيطة عن شكره العميق للجزائر، قيادة وحكومة وشعبا، على مواقفها الثابتة اتجاه القضية الفلسطينية، مثمّنا الكلمة التي ألقاها الوزير الأول خلال افتتاح المؤتمر، الثلاثاء، والتي دعا من خلالها المجموعة إلى توجيه الدعم نحو قطاعات الصّحة والتعليم والتنمية في فلسطين. وقال السفير «نحن نقدر هذه اللفتة الكريمة، ونتطلع إلى المزيد من الاتفاقيات مستقبلا مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية».
وفيما يتعلّق بالوضع الإنساني في قطاع غزّة، أكّد السفير أنّ الأوضاع «أكثر من كارثية»، قائلا «الشّعب الفلسطيني يتضوّر جوعا، والأطفال يموتون بسبب الجوع والعطش، بينما يراقب العالم بصمت مخزٍ... إنها جريمة أخلاقية وإنسانية، لا يرتكبها الاحتلال وحده، بل يشارك فيها المجتمع الدولي بصمته وتقاعسه».
ودعا المتحدّث في هذا الإطار، إلى تحرّك عاجل على المستوى الدولي، للضغط من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، مضيفا أنّ «هذا الاحتلال المجرم لا يكتفي بالإبادة المباشرة، بل يمارس التجويع والتعطيش، وهذه وصمة عار لن تمحى عن جبين الكيان الصّهيوني والدول التي توفّر له الغطاء».
وبخصوص آفاق التعاون مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أوضح السفير أنّ العلاقة مستمرّة وسيتم متابعتها بشكل مكثّف، خاصة بعد نجاح أعمال المؤتمر في الجزائر. وأضاف أنّ «توقيع اتفاق بناء المستشفى هو إنجاز نعتز به، ونتطلع إلى البدء الفوري في إنجاز المرحلة الأولى من المشروع».
وفي رده على سؤال «الشّعب» حول الجهة التي ستتولى تنفيذ المشروع، أشار إلى أنّ الشركات الفلسطينية تملك من الكفاءة ما يمكّنها من إنجاز المشروع، على أن يتم التمويل من طرف مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مؤكّدا أنّ هذه التفاصيل سيتم بحثها بشكل دقيق خلال المرحلة المقبلة.
من جانب آخر توجّه السفير بشكره إلى الجزائر قائلا: «حيثما نكون في الجزائر نكون ناجحين.. لقد كانت أعمال هذا المؤتمر مبشّرة بالنسبة لنا، وحقّقنا من خلاله إنجازا مهما لشعبنا الذي هو بأمس الحاجة إلى مؤسّسات صحية جديدة بعد التدمير الذي طالها جميعا».