دبلوماسيتنا الخندق الأول لاستعادة السيادة الوطنية
أحيت، أمس، وزارة الشؤون الخارجية، اليوم الوطني للدبلوماسية الجزائرية، ووقفت على نجاحات السياسية الخارجية الوطنية إبان الثورة التحريرية وبعدها، وخلدت روح شهداء الواجب من السلك الدبلوماسي الذين هلكوا على يد الإرهاب الأعمى، فيما حضر الأخضر الإبراهيمي كضيف شرف في الاحتفائية.
احتفلت الدبلوماسية الجزائرية بعيدها الوطني المصادف لـ08 أكتوبر من كل سنة، تاريخ انضمام الجزائر لهيئة الأمم المتحدة عام 1962 كعضو كامل السيادة عقب الاستقلال الوطني.
وميز مراسيم الاحتفالية التي جرت بمقر وزارة الشؤون الخارجية بهضبة العناصر بالعاصمة، الحضور المميز لوزراء وسفراء سابقين تفانوا في العمل الدبلوماسي والدفاع عن المصالح الوطنية بالخارج وساهموا في خدمة القضايا العادلة، إلى جانب إطارات سامية تقلدت مناصب عليا في هرم السلطة، وكذا مستشارين برئاسة الجمهورية، إلى جانب سفراء وممثلي الدول الشقيقة والصديقة.
واستهل الحفل بتحية العلم الوطني، وغرس شجرة الدبلوماسية الجزائرية من طرف وزير الخارجية رمطان لعمامرة، ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي والدبلوماسي المحنك الأخضر الإبراهيمي، لتخلد بعدها ذكرى شهداء الواجب الوطني من الدبلوماسيين الجزائريين آخرهم قنصل الجزائر بمدينة غاو المالية بوعلام سايس ونائبه الطاهر تواتي اثر عملية اختطاف نفذها إرهابيون بالمنطقة، بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة ووضع إكليل من الزهور على روحهما الطاهرة.
وأكد الوزير رمطان لعمامرة، في كلمته بقاعة المحاضرات، وهو محاط بوزير الشؤون الخارجية الأسبق الأخضر الإبراهيمي والدبلوماسي الشاب نسيم مقراني تكريسا لشعار: «تواصل بين أجيال الدبلوماسيين الجزائريين»، أن السياسة الخارجية الجزائرية سطرت مسارا حافلا بالنجاحات انطلاقا من الفاتح نوفمبر 1954 مرورا بانضمام الجزائر للأمم المتحدة سنة 1962 وصولا إلى يومنا هذا.
وقال لعمامرة: «الدبلوماسية الجزائرية أنجزت ملحمات باعتبارها الخندق الأول لاستعادة السيادة الوطنية وساهمت إلى جانب مجاهدي جيش التحرير الوطني في الحصول على الاستقلال وهزم الاستعمار الفرنسي».
وأضاف الوزير «أنها حققت انجازات كثيرة لا تحصى، صنعتها أسماء لامعة بدء من محمد الأمين دباغين، كريم بلقاسم، محمد خميستي ومحمد الصديق بن يحي»، وأشار لعمامرة إلى اقتران اسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالسياسة الخارجية حين تقلد الحقيبة الوزارية للدبلوماسية الجزائرية وترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 ومكن الرئيس الفلسطيني من إلقاء كلمته بالهيئة الأممية، وطرده لوفد نظام الأبارتيد بجنوب إفريقيا في أشغال الدورة الـ29 للجمعية.
وأثنى لعمامرة كثيرا على الأخضر الإبراهيمي، قائلا أنه صاحب مسار وطني ودولي حافل في ميدان الدبلوماسية، وصاحب المهمات المستحيلة في حل النزاعات الداخلية للدول كهايتي، جنوب أفريقيا، أفغانستان، العراق وسوريا بطلب من الأمم المتحدة.
واكتفى وزير الخارجية، في رده على تساؤلات الصحفيين عن التحضيرات لاحتضان الحوار الشامل بين أطراف الليبية ومدى تقدم المفاوضات المالية بالتأكيد على أن «كل شيء يسير على ما يرام».