في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ تنظيم رحلات الحج للبعثة الجزائرية، تم، أمس، بمركز مكة المكرمة، الإعلان عن تنصيب لجنة تحضير المشاعر، تضمّ ممثلين عن مختلف القطاعات الوزارية المشاركة في تنظيم الحج.
ووصف رئيس مركز مكة المكرمة، يوسف بارود، هذه الخطوة بـ «القفزة النوعية» في مسار تحسين خدمات الحجاج. وفي اليوم نفسه تم تشكيل لجنة المتابعة التي شبّه عملها بعمل «سلطة الضبط» من حيث مراقبة جودة الأداء والتكفل الفعلي بالحجاج طيلة فترة تواجدهم بالبقاع المقدسة.
أشرف، أمس السبت، رئيس مركز مكة يوسف بارود، على تنصيب لجنة تحضير المشاعر بحضور ممثلين عن جميع الفروع المتدخلة في عملية الحج، من بينها الأمن، الصحة، النقل، الإرشاد الديني، الإعلام وكذا مكاتب الخدمة الميدانية التابعة للديوان الوطني للحج والعمرة. وبالمناسبة، أكد رئيس المركز مكة أن هذه اللجنة ستسهر على تهيئة مشعري عرفات ومنًى من حيث المخيمات والخدمات اللوجيستية. مضيفًا، «أنشأنا هذه اللجنة حتى نحفظ حق الحاج الجزائري في الحصول على الخدمات التي دفع أموالا من أجلها، وفقا للمقاييس المعتمدة، ونتفادى تأخر الوصول إلى المشاعر قبل إغلاقها، كما كان يحدث في عهد سابق». وقد شُرع فعليًّا في المعاينات الميدانية، حيث زارت اللجنة مشعر عرفات مرتين، وأفادت بأن معظم الخيم مهيّأة، في انتظار تثبيت الخدمات الأساسية. أما في مشعر منًى، فقد تم استبدال الخيام القماشية بالبناء البديل، مع تركيب مكيفات حديثة والإبقاء على المكيفات القديمة للطوارئ.
كما شملت التحسينات تشييد مراحيض بطابقين (أرضي لذوي الهمم وأعلى للحجاج العاديين)، وتوفير مراوح ومرافق خاصة بالوضوء. في نفس السياق، أوضح العقيد فؤاد لعلاوي، رئيس لجنة الإرشاد والتوجيه بالحماية المدنية، أن العمل يسير وفق مرحلتين: تحضيرية وتنفيذية. المرحلة الأولى انطلقت فعليا وتشمل زيارات ميدانية يومية لمتابعة جاهزية المشاعر، وتحضير خطة المشاعر التي سيتم عرضها على أعضاء البعثة لتدارسها وتحيينها. وأضاف: «في المرحلة التنفيذية، سيتم إشراك كافة أعضاء البعثة، مع توزيعهم على الحافلات والمخيمات لضمان المتابعة اللصيقة والميدانية لكل كبيرة وصغيرة». من جانبه، أكد جمال عمي، مساعد رئيس المركز والمكلف بالخدمة الميدانية، أن اللجنة باشرت عملها في وقت مبكر هذه السنة، ما يسمح بمتابعة تقدم الأشغال عن كثب وضمان استلام المخيمات في ظروف مثالية.
مراقبة شاملة لكل خدمات الحاج
أما لجنة المتابعة، فهي الجهة المسؤولة عن مراقبة تنفيذ كافة بنود العقود المبرمة مع الوكالات السياحية، من إسكان وإعاشة ونقل وغيرها من الخدمات. وقد عقدت أول اجتماع لها بمكة المكرمة، بحضور رئيس المركز وكافة الأعضاء، وتم خلاله تحديد المهام وتوزيع الفرق وتسطير برنامج يومي للزيارات التفقدية.
ويؤكد رئيس مركز مكة، يوسف بارود، أن هذه اللجنة ستتدخل كلما ظهرت أي نقائص، مشددًا على الصرامة في تطبيق دفتر الشروط ومتابعة الوكالات المخالفة، حيث قال: «هناك دفتر شروط واضح، والعقد شريعة المتعاقدين. كل وكالة لا تلتزم بالتزاماتها ستُحاسب وفقًا لما هو منصوص عليه».
ونوّه المتحدّث بدور فرع الإعلام الذي أُنشئ داخل المركز، واعتبره «أداة كشف للحقيقة ومكافحة الإشاعات». مؤكدًا أن الوفد الإعلامي الجزائري يضطلع بدور أساسي في نقل صورة حقيقية لما يعيشه الحاج، والرد على الحملات التضليلية التي قد تظهر على مواقع التواصل. ووصف هذه الهيئة بـ»لجنة الضبط»، نظراً لما تملكه من صلاحيات رقابية واسعة على مختلف جوانب الخدمات المقدمة للحاج. في هذا الصدد، صرّح رئيس لجنة المتابعة، هندل إيدير لـ «الشعب» قائلاً: «اللجنة تعمل وفق برنامج يومي ميداني، ويتكون فريقها من أعضاء موزعين على أفواج، يقومون بمعاينة الفنادق ومرافق الإعاشة والسكن، بهدف ضمان احترام المعايير التي حددتها السلطات العليا».