الأحزاب ترافع لصالح التعبئة وتعزيز السيادة الوطنية:

تحصين الجزائر.. تقويـة الجبهـة الداخلية والالتفاف حول رؤية موحدة

 الآفلان:  جرائم الاستعمار ليست وقائع تاريخية فقط.. بل هي جرح مفتـــوح

 الأفافاس: الجزائر محصّنة بشعبها وبمؤسساتها القوّية والرؤية الجامعــة

 البناء: استقلاليــة القرار الجزائـري والمواقف المبدئيــة.. خط أحمر

 حمس: الجزائريــون واعون بمؤامـرات ومخططات الأعـــداء ضد الوطن

أكدت أحزاب سياسية ضرورة تحصين الوطن وتقوية الجبهة الداخلية الأحزاب، ورافع قادتها من أجل التعبئة وتعزيز السيادة الوطنية، كما شددت على ضرورة مواصلة تحصين الذاكرة الوطنية والتصدي لمحاولات التزييف والنسيان للتاريخ الوطني.
في السياق، نظم حزب جبهة التحرير الوطني، أمس السبت بالجزائر العاصمة، ندوة حول موضوع «تجريم الاستعمار»، تم خلالها التأكيد على أهمية مواصلة تحصين الذاكرة الوطنية والتصدي لمحاولات التزييف والنسيان للتاريخ الوطني.
وخلال افتتاح هذه الندوة أكد الأمين العام للحزب عبد الكريم بن مبارك، أن الجزائر «دولة سيدة تطالب بالاعتراف والإنصاف والحقيقة من أجل مستقبل مشترك تحكمه علاقات الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة»، مضيفا أن «الجزائر الجديدة لا يمكن أن تنهض على ركام النسيان أو المصالحة المنقوصة، بل عبر الاعتراف الصريح، وتجريم ما لا يغتفر» من جرائم الاستعمار.
وبالمناسبة، ذكر بن مبارك بأن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر «ليست مجرد وقائع تاريخية، بل جرح مفتوح»، مضيفا بأن «المجازر الجماعية والإبادات الممنهجة والتهجير القسري والنفي والتفجيرات النووية لم تكن جرائم ضد الشعب الجزائري فقط، بل ضد الإنسانية جمعاء».
وفي هذا الصدد، ثمّن الأمين العام للحزب مجهودات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بشأن الذاكرة الوطنية، لاسيما إقراره يوما وطنيا للذاكرة، تخليدا لمجازر 8 ماي 1945.
وأضاف بن مبارك أن «الذاكرة الوطنية ممتدة في أعماق التاريخ» وأن الشعب الجزائري «عريق عراقة التاريخ الإنساني ويمتلك ذاكرة لا تنسى».
وبالمناسبة، توقف عند مجازر 8 ماي 1945 التي وصفها بـ»الشهادة الدامغة على الطبيعة الوحشية للاستعمار الفرنسي في الجزائر»، الذي -مثلما قال- «لم يتورع عن استعمال أبشع وسائل القمع والبطش لإسكات أي صوت ينادي بالحرية».
من جهته، رافع الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش بالشلف، من أجل التعبئة وتعزيز السيادة الوطنية من خلال توعية مختلف فئات المجتمع وحثها على الانخراط في هذا المسعى.
وأبرز أوشيش خلال كلمة ألقاها في أشغال ندوة سياسية جمعته بمناضلي حزبه، أن الأوضاع الإقليمية والدولية الحالية تستدعي «ضرورة التعبئة وتعزيز السيادة الوطنية ومناعة اجتماعية وسياسية ومؤسسات قوية ذات مصداقية مع تكريس واسع للديمقراطية والتعددية في جميع المجالات».
واسترسل قائلا: «الجزائر مستهدفة من أكثر من جهة لخيراتها ولموقعها الجغرافي ولتمسكها بمبادئها الأساسية التي دافعت عنها منذ ثورة التحرير المجيدة، وهي حق تقرير مصير الشعوب ومساندتها للقضايا العادلة (...)، ولهذا يجب أن تكون البلاد محصنة بشعبها وبمؤسسات قوّية ورؤية جامعة وموحدة، وإلا ستكون معرضة لتهديدات ومخاطر متعدّدة».
وأضاف الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية أن «معركة الوعي» يجب أن تتواصل طيلة أشهر السنة وليس خلال استحقاقات سياسية معينة، مبرزا أهمية وضرورة انخراط مختلف فئات المجتمع في هذا المسعى ضمن «مشروع مجتمعي يقوم على دعم الحريات ومبدأ المسؤولية الذي يؤطر الحياة العامة ويساهم في تعزيز وحدة الشعب وبناء الدولة الديمقراطية».
وأردف في هذا السياق أن حزبه «يؤمن بأن التنوّع الثقافي واللغوي الذي تزخر به الجزائر هو عامل تطور يجب أن يصب في هذا الإطار (...) ويؤسس لشخصية جزائرية لا تكون تابعة لمشاريع أو أجندات خارجية».
كما عرّج في كلمته على المجازر اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة وفلسطين المحتلة عامة، معربا عن استنكاره لهذه الممارسات ومؤكدا عن دعم حزبه للقضية الفلسطينية.
ودعا رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة من ولاية الأغواط إلى تعبئة وطنية شاملة تقودها الدولة وتدعمها الأحزاب والمجتمع المدني لمواجهة كافة التحديات.
وأكد بن قرينة خلال تنشيطه تجمعا شعبيا لتشكيلته السياسية بدار الثقافة التخي عبد الله بن كريو بعاصمة الولاية، أن كل الجزائريين مدعوون اليوم إلى التلاحم والوحدة، مبرزا أيضا تمسك الجزائر بثوابتها الوطنية وسيادتها الكاملة، وداعيا في ذات الوقت إلى ‘’تعبئة وطنية شاملة تقودها الدولة وتدعمها الأحزاب السياسية والمجتمع المدني لمواجهة كافة التحديات».
وأشار إلى أن التحديات الخارجية التي تواجه الجزائر اليوم تشمل مختلف الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والأمنية والإعلامية، مؤكدا في هذا الصدد أن ذلك يعود إلى’’ استقلالية القرار الجزائري ومواقفه المبدئية من القضايا الدولية’’.
وجدّد في هذا الصدد التأكيد على الموقف الثابت للجزائر في دعم قضايا التحرّر، وعلى رأسها قضيتا فلسطين والصحراء الغربية، معتبرا أن الوقوف مع هاتين القضيتين هو وفاء لتاريخ الجزائر وثورتها التحريرية المجيدة.
وأشاد بن قرينة في كلمته بما حققته الجزائر من مكتسبات كبيرة ولا زالت -كما أضاف- ‘’تنعم بالخيرات رغم التحديات الاقتصادية العالمية’’، مثمنا في ذات الوقت خيار الدولة الاجتماعية الذي تأسس طبقا لبيان ثورة أول نوفمبر الخالدة.
وأدان رئيس حركة البناء الوطني بشدة ما وصفه بـ»مؤامرة فاشلة» يقودها المخزن المغربي عبر شبكات تهريب المخدرات، محذرا من استهداف فئة الشباب التي وصفها بأنها «سواعد الوطن ونخبة مستقبله».
من جهة أخرى، أكد رئيس حركة مجتمع السلم أمس الجمعة بأدرار على ضرورة تحصين الوطن بالحفاظ على ثوابته وتقوية الجبهة الداخلية.
وفي كلمة له خلال إشرافه على افتتاح لقاء ولائي لهياكل وإطارات الحزب بدار الثقافة لولاية أدرار، قال حساني شريف إن مشروع الحركة هو وطن قوّي مزدهر له دور محوري وتأثير في القرار الدولي.
وفي هذا الجانب أكد المسؤول الحزبي أن الجزائر ليست بمنأى عن مخططات المشروع الصهيوني في المنطقة، مشيرا إلى أن الحركة مجندة وفي تعبئة عامة دائمة لخدمة استقرار الوطن وقضايا الأمة.
وأشار حساني شريف إلى أن سكان ولاية أدرار واعون بكل مؤامرات ومخططات الأعداء ضد الوطن ولن ينسوا جرائم الاستعمار الفرنسي بالمنطقة الذي ارتكب أبشع جريمة نووية على تراب الولاية وبالجنوب، مشيرا إلى أن أي تسوية للعلاقات الجزائرية الفرنسية لا ينبغي أن تقفز على تسوية ملف الذاكرة وجرائم الاستعمار الفرنسي في حق أبناء الشعب الجزائري والتي لن تسقط بالتقادم.
ودعا المتحدث ذاته إلى حماية ونصرة المقاومة الفلسطينية في ظل التحديات الراهنة الرامية لإجهاض القضية الفلسطينية وتسليم الأرض للكيان الصهيوني بمباركة من حلفائه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025