تحقيـق الاكتفاء الذاتـــي في مادة السكـر وتصــدير الفائـض
القطــاع الصناعـي يتأهـّب لتعميــم الرقمنـــة في تعاملاتـه
كشف وزير الصناعة، سيفي غريب، عن تنظيم لقاء يكتسي أهمية بإشراك مختلف الفاعلين، بينهم مصنعي قطع الغيار لبحث مسألة الإدماج في صناعة السيارات، اليوم السبت، ووضع جدول دقيق وشفاف لأول مرة بالجزائر، وطمأن المواطن الجزائري على المضي بخطى ثابتة وعن طريق تبني طرق علمية ودقيقة لتوفير طلبات المواطنين من السيارات كما ونوعا وحتى من حيث تنافسية الأسعار، خدمة للمنظومة الصناعة الجزائرية وبهدف تطويرها أكثر.
قال وزير الصناعة، سيفي غريب، نهاية الأسبوع المنصرم خلال عملية التدشين الرسمي لمركب تكرير السكر “تفاديس” فرع شركة مدار القابضة بالمنطقة الصناعية بالأربعطاش، الكائنة غرب ولاية بومرداس، إن القطاع الصناعي يتأهب لتعميم الرقمنة في مختلف تعاملاته، بالنظر إلى أهميتها وأثرها في تطوير الأداء.
ولم يخف الوزير افتخاره بوضع حيز الخدمة صرحا صناعيا جديدا ومرموقا، معتمدة على إطارات وطنية تتمتع بالكفاءة، رفعت تحدي إعادة بعث واستكمال إنجاز هذا المركب، واعتبره إضافة ذات قيمة ونجاعة للصناعة الوطنية.
وأشار - في سياق متصل - إلى أن هذا المركب، يندرج تدشينه ضمن تعليمات رئيس الجمهورية المتعلقة بإعادة بعث الوحدات الإنتاجية المتوقفة والمسترجعة من طرف الدولة، تلبية لمختلف حاجيات السوق الوطنية من مادة السكر، والانخراط في مسار التصدير للتموقع عبر الأسواق العالمية.
واعتبر الوزير إعادة بعث هذه الوحدة الإنتاجية رفعا لتحدّ صناعي لا يستهان بالنسبة للإطارات الجزائرية، بعد أن نجحت في إعادة النشاط لهذا الصرح الصناعي الحيوي والواعد من حيث الحجم وبالجودة العالية لمادة السكر.
وذكر الوزير بخصوص الإضافة المنتظرة بعد دخول مركب السكر الجديد حيز الانتاج، أنه سيعزز مسار الصادرات، على اعتبار أن الطلب الوطني من مادة السكر يقدر بـ 1.4 مليون طن سنويا، في حين يبلغ إجمالي الإنتاج الوطني 3 مليون طن، مراهنا على مشروع مصنع ولاية ورقلة لإنتاج السكر.
ومن المقرر أن ينتج انطلاقا من مادة أولية محلية، وكل هذه الجهود استطرد الوزير غريب، تندرج في إطار توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، من أجل تكريس الأمن الغذائي وتوفير مختلف المواد الغذائية الأساسية بفضل إقامة قاعدة صناعية واعدة، ويضاف إليها مشروع مصنع جيجل لإنتاج الزيت، ويحتاج انطلاقه حسب تقديرات الوزير إلى تعديلات تقنية، وفيما يتعلق برهانات التصدير بفضل ما تحققه الجزائر من إنجازات ضخمة، تناول أهمية تحديد ورقة طريق لتصدير المنتجات الغذائية.
وتطرق وزير الصناعة سيفي غريب كذلك، إلى الإرادة القوية القائمة والاستمرار في تبني نهج إعادة بعث المشاريع المتوقفة والعمل في صمت مثلما تحقق في مشروع مصنع الاسمنت الكائن في ولاية أدرار، وترك الإنجازات والأرقام تثبت صحة الخيارات، لأن الوزير اعترف أن المشاريع المتوقفة والمسترجعة توجد فيها تحديات تقنية صعبة لا يستهان بها، في ظل غياب مخططات أو دراسات لها، ولم يخف بأن وزارته آذان صاغية لانشغالات المواطنين، ملتزما بالعمل المستمر لإنجاز مختلف المشاريع المسطرة بالاعتماد على الكفاءات الجزائرية، وبناء جسور من الثقة وسقف عال من الشفافية.
وعلى هامش تدشين مركب السكر الجديد وفي رده على سؤال يتعلق بقطاع السيارات، أوضح وزير الصناعة سيفي غريب، أنه من المقرر أن يعقد، اليوم السبت، أول لقاء من نوعه في الجزائر، بهدف المصادقة على نسبة الإدماج في قطاع السيارات، ومن بين الحضور ممثلون عن وزارة الدفاع الوطني، وكذا متعاملون في قطع الغيار، وتندرج هذه الخطوة في إطار التأسيس لمنظومة صناعية ميكانيكية متينة بنسبة إدماج مرتفعة، والتزم الوزير بأن الحسم في ملف السيارات يدرس بشكل علمي لتكون الأسعار مناسبة ومعقولة، وتجنب تسجيل أي تجاوزات في النوعية وفي عملية التركيب الصحيحة.