شكّل موضوع التكوين العسكري إبان الثورة التحريرية المجيدة محور ندوة تاريخية نظمت، أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة، تم خلالها إبراز الإهتمام الذي كان يوليه قادة الثورة لهذا الجانب.
وفي تدخل له خلال هذه الندوة التي احتضنها منتدى جريدة «المجاهد»، بالتنسيق مع جمعية «مشعل الشهيد»، تطرّق العقيد المتقاعد المختص في التاريخ العسكري، صالح قرفي، إلى الظروف التي ميّزت المرحلة التي سبقت إرسال البعثات الطلابية خلال الثورة إلى مدارس عسكرية بالعديد من الدول الشقيقة والصديقة.
أوضح قرفي الذي كان ضمن تلك البعثات، أنّ جيش التحرير الوطني «أدرك ضرورة وأهمية تكوين إطارات عسكرية في مختلف الأسلحة، سيما المدفعية والطيران والبحرية، مشيرا إلى أنه تم الشروع، منذ 1956، في إرسال متربصين من الطلبة المتفوقين لتلقي التكوين في الدول الشقيقة والصديقة على غرار مصر، العراق، سوريا، الأردن، الاتحاد السوفياتي والصين.
وأكّد أنّ هذا التكوين «ساهم بشكل كبير في الرفع من مستوى الجاهزية للتصدي لأسلحة وهجومات الجيش الاستعماري الفرنسي»، مضيفا أنّ العديد من الذين استفادوا من هذا التكوين «ساهموا أيضا في إرساء دعائم الجزائر المستقلة، سواء في بناء الجيش الوطني الشعبي أو من خلال تولي العديد من المسؤوليات».
من جانبه، أكّد المجاهد محمد زروال الذي تلقى تكوينا في مصر، أنّ التكوين العسكري كان من ضمن الأهداف الرئيسية للحركة الوطنية قبل اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، مشيدا بالمناسبة بنضال ومسار المجاهد رابح نوار الذي لعب - مثلما قال - «دورا كبيرا في ضمان تكوين عسكري احترافي للطلبة خلال الثورة التحريرية».