طفرة نوعية وحركية إيجابية في ظل الطموح المشترك لتعزيز الشراكة
تعميــق التشاور السياسي حول القضايا الإقليميـة والدولية ذات الاهتمام المشترك
استكشاف آفاق جديدة للتعاون واعتماد خطة عمل تحدد أولوياتهما لاحقا
التزام بالعمــــــل سويا لرفع التحديات الدولية الراهنة والبحث عن حلول سلمية للنزاعات
موقف موحد إزاء القضية الفلسطينيـة العادلة وحــل عادل لقضية الصحراء الغربية
احترام مبدإ حق الشعوب في تقرير مصيرها كمبدإ جوهري يحظى بمكانة تاريخية لدى البلديـن
شرع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، في زيارة دولة لجمهورية سلوفينيا، بدعوة من نظيرته السلوفينية، السيدة ناتاشا بيرتس موسار، حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية.
وجاء في البيان: «بدعوة من رئيسة جمهورية سلوفينيا، السيدة ناتاشا بيرتس موسار، يشرع، الاثنين، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في زيارة دولة إلى جمهورية سلوفينيا».
وغادر رئيس الجمهورية، أرض الوطن متوجها إلى جمهورية سلوفينيا، حيث كان في توديعه لدى مغادرته مطار هواري بومدين الدولي، الوزير الأول نذير العرباوي، والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة ومدير ديوان رئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام.
وعرفت العلاقات الثنائية بين الجزائر وسلوفينيا خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية وحركية إيجابية في ظل الطموح المشترك الذي يحدو البلدين لتعزيز تعاونهما الثنائي والمتعدد الأطراف.
وتجسيدا للإرادة القوية والرغبة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية والمضي بها نحو آفاق أرحب، تأتي زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية سلوفينيا، بدعوة من نظيرته السيدة ناتاشا بيرتس موسار، لتشكل فرصة لتعميق التشاور السياسي حول التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وستسمح هذه الزيارة باستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون واعتماد خطة عمل تحدد أولوياتهما خلال المرحلة المقبلة.
فتح سفارتين في عاصمتي البلدين
وتجسدت حركية هذه العلاقات، خلال السنوات الأخيرة، بفتح سفارتين في عاصمتي البلدين، علاوة على الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى. يضاف إلى كل ذلك، تعزيز التعاون الثنائي وتواصل التنسيق بينهما فيما يتعلق بالمواقف والرؤى تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية، في ظل الدعم المتبادل بين البلدين، خاصة بمجلس الأمن الدولي، باعتبارهما عضوين غير دائمين به.
وتتقاسم الجزائر وسلوفينيا نفس الرؤى تجاه القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما تتمسكان بالتواصل والتنسيق الوثيقين في كافة المحافل الدولية، ما يعكسه التزامهما بالعمل سويا من أجل رفع التحديات الدولية الراهنة والبحث عن حلول سلمية للنزاعات.
كما يجمع البلدين موقف موحد إزاء القضية الفلسطينية العادلة، فضلا عن دعمهما للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل عادل، دائم ونهائي لقضية الصحراء الغربية، في إطار احترام مبدإ حق الشعوب في تقرير مصيرها وهو مبدأ جوهري يحظى بمكانة تاريخية لدى البلدين.
وضمن هذه الرؤية التوافقية، وبمناسبة الزيارة التي قام بها وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف، إلى لوبليانا في نوفمبر 2023، أكد رئيس الجمهورية في رسالة لنظيرته السلوفينية، حرصه على العمل معها لاستغلال كافة الفرص المتاحة للارتقاء بالعلاقات الجزائرية- السلوفينية إلى أسمى المراتب المتاحة.
بدورها، نوهت رئيسة سلوفينيا في رسالة تهنئة لرئيس الجمهورية، إثر انتخابها لعهدة ثانية في سبتمبر الفارط، بالعلاقات الثنائية «المتميزة» بين البلدين. كما عبرت عن تطلعها لمواصلة العمل معه، في ظل ما تحقق من إنجازات على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، لاسيما بمجلس الأمن الدولي.
وقام عطاف بعدة زيارات لهذا البلد في السنوات الأخيرة، سجل خلالها ‘’اعتزاز الطرفين بالطفرة النوعية التي تشهدها العلاقات الثنائية، سواء من حيث تصاعد وتيرة تبادل الزيارات على أعلى مستوى، أو فيما يتعلق بتنامي مستوى التعاون الثنائي واتساع قاعدة أولوياته’’. وفي ذات المنحى، أجرى الوزير الأول السلوفيني روبرت غولوب في ماي 2024، زيارة رسمية إلى الجزائر استقبل خلالها من طرف رئيس الجمهورية، حيث عبر، بالمناسبة، عن ارتياح بلاده لمستوى التعاون الثنائي الذي كلل آنذاك بالتوقيع على عدة اتفاقيات شملت العديد من المجالات، من بينها اتفاقية تعاون بين الحكومتين حول الإعفاء المتبادل من متطلبات الحصول على التأشيرة قصيرة المدى لحاملي الجوازات الدبلوماسية، إلى جانب مذكرات تفاهم تخص قطاعات الطاقة، البيئة، التعليم العالي والبحث العلمي والذكاء الاصطناعي، بالإضافة الى الاتفاق على إنشاء لجنة مختلطة بين البلدين.
وأكد غولوب، خلال هذه الزيارة، أن سلوفينيا والجزائر ملتزمتان بالعمل سويا من أجل رفع التحديات الدولية، لاسيما دعم القضية الفلسطينية والبحث عن حلول سلمية للنزاعات.
على الصعيد البرلماني، تعرف العلاقات الثنائية هي الأخرى قفزة نوعية، ميزها تنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة «الجزائر- سلوفينيا» في أكتوبر 2022، تضاف لها الزيارة التي أجراها رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي إلى سلوفينيا، في نفس الفترة، والتي بحث خلالها مع كبار المسؤولين في هذا البلد سبل توطيد العلاقات بين البلدين، والقائمة على أسس الصداقة المتينة والاحترام المتبادل.
وفي سبتمبر الفارط، أجرت رئيسة الجمعية الوطنية لجمهورية سلوفينيا، أورشكا كلاكوتشار زوبانتشيتش زيارة إلى الجزائر، أبرزت خلالها نضال البلدين من أجل نفس القيم، ويدعمان بعضهما انطلاقا من عضويتهما بمجلس الأمن الدولي.