ما أصدق مظاهرات الثامن ماي في التعبير عن تعلق شعبنا بالحرية والكرامة والأنفة.. الرئيس تبون:

الجزائـر لا تقبل أن يكـون ملـف الذاكـرة عُرضـةً للتناسي والإنكـار

شعبنا واجه أبشع جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانيّة في العصر الحديث 

استعمار دمويّ سجل عليه تاريخ البشرية حصيلةَ أزيد من قرن من الانتهاكات الفظيعة 

إحياء الذكرى الأليمــة بروح الوفـــَاء هو وجه للثَّبـــات على حفـظ أمانـــة الشهــداء

الجزائر السيّدة الأبيّة والمنتصرة تبْني صرح حاضرها وتتطَلَّع إلى تعزيز التنمية

اليوم مرحلة دقيقة يتم فيها حشد القدرات لتثبيت مكانتنا إقليميا وعالميا 

صعوبةُ التحديات لن توقف مسيرة شعب صنع من المعاناة والتضحيات أمجادا 

عزم على مواجهة الناقمين على مبادئنا واستقلال قَرارنا وإفشال مكائدهم 

مواصلة تحقيق الإنجازات الكبرى ووضع اقتصادنا على مسار جديد للاستثمـار

وجّه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الأربعاء، رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة، المخلد للذكرى 80 لمجازر الثامن مايو 1945، هذا نصها الكامل:
 «بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
يحتفي الشعب الجزائري في الثامن (8) ماي -باعتزاز- بذكرى انتفاضة شعبية فاصلة، اقتربت بنضالات الحركة الوطنية على مدى عقود إلى لحظة تاريخية حاسمة، والتحول إلى جبهة الكفاح المسلح الذي غدا سبيلا لا بديل عنه، للخلاص من استعمار دموي، سجل عليه تاريخ البشرية حصيلة أزيد من قرن من الانتهاكات الفظيعة في حق الشعب الجزائري.
 وفي هذا اليوم الوطني المخلد للذكرى الثمانين (80) لمظاهرات 08 ماي 1945، يقف الجزائريات والجزائريون عند هذه الذكرى، التي تبرز حجم وقساوة المعاناة التي تكبدها شعب مقاوم معتز بشدة بأسه بالأمس واليوم وغدا في دفع العدوان عن أرضنا الطاهرة، وبصبره وسخاء دمه فداء للوطن.
 وما أصدق مظاهرات الثامن (08) من ماي في التعبير عن تعلق الشعب الجزائري بالحرية والكرامة والأنفة، وهو يخرج قبل ثمانين عاما مواجها أبشع جرائم الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، مضحيا بأكثر من 45.000 شهيد في سبيل الحرية والإنعتاق.
 إن إحياء هذه الذكرى الأليمة بروح الوفاء لأسلافنا الذين تحملوا أهوالاً ومآسيَ مدمرة للإنسان والأرض، هو وجه للثبات على حفظ أمانة الشهداء، يرسخ في الوجدان طبيعة الهوية الوطنية، التي تشكل عمقها، وتبلورت ملامحها من مقاومات ونضالات وكفاح أجيال تربطها جسور التواصل ويجمعها حب الوطن.
 وما هذه اللحظة المؤثرة التي تعود فيها ذكرى استشهاد عشرات الآلاف من أعز أبناء هذا الوطن في كل من سطيف وخراطة وقالمة وعين تموشنت وغيرها، إلا تصديقا لطبع متأصّل في الشعب الجزائري الممجد لتاريخه ووطنه وحريته.
 إن الجزائر السيدة، الأبية والمنتصرة تبني صرح حاضرها، وتتطلع بالعزم والعمل إلى مزيد من التنمية المستدامة، تدفعها اليوم إرادة الوطنيين الغيورين على وطنهم العاملين -في هذه المرحلة الدقيقة- على حشد قدراتها لتثبيت مكانتها إقليميا وعالميا، يسندها رصيد تاريخي باعث لفخر الشعب الجزائري المجبول على الشجاعة وإعلاء مبادئ الحق والحرية.
 وتمسكا بحق شعبها، واعتبارا لقداسة إرث المقاومة والكفاح، وارتباطا بنهج نوفمبر ورسالة الشهداء الأبدية، فإن الجزائر لا تقبل -إطلاقاً- أن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار.
 إن الشعب الجزائري الذي صنع بالأمس من المعاناة والتضحيات أمجادا، لن توقف مسيرته صعوبة التحديات وسيزداد عزما في مواجهة الناقمين على مبادئنا واستقلال قرارنا الوطني، وإفشال مكائدهم بمواصلة التقدم على طريق تحقيق الإنجازات الكبرى، للبنية التحتية في كل المناطق، وتجسيد استراتيجية وضع اقتصادنا على مسار جديد للاستثمار الرشيد في مقدرات الجزائر الهائلة، والارتقاء بمستويات رفاه الشعب الجزائري، الذي انتصر بعبقريته في كل المراحل على الصعوبات، كما تعلم من تاريخه ومن الشهداء الذين نترحم على أرواحهم الطاهرة في هذه المناسبة الخالدة.
 تحيا الجزائر
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025