أكد المحلل السياسي، سمير بوعيسى، أهمية زيارة الدولة التي يجريها سلطان عمان، هيثم بن طارق، إلى الجزائر، نظرا لارتباطها بأبعاد استراتيجية للبلدين الطامحين إلى تعميق الشراكة الاقتصادية والانفتاح على الأسواق الخارجية، مستندين على علاقات الأخوة والروابط الثقافية والحضارية بينهما.
أفاد أستاذ العلاقات الدولية، بوعيسى لـ»الشعب»، أن العلاقة بين الجزائر وسلطان عمان، ارتقت إلى مستوى يتوافق كليا مع الروابط التاريخية بين البلدين، وباتت تراعي طموحاتهما في بناء نهضة اقتصادية وتجارية.
وقال بوعيسى، إن زيارة سلطان عمان إلى الجزائر «تندرج في إطار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين»، وتدخل ضمن ترسيخ التوافق الثنائي والانسجام، حيال عديد الملفات الوطنية والإقليمية وحتى الدولية.
وأفاد بأن التعمق في فهم العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الجزائر وسلطنة عمان، يفضي إلى» القول بأن «هناك توافقا في وجهات النظر، حول أمهات القضايا، سواء على المستوى الثنائي أو المستويين الإقليمي والدولي».
وأضاف، أن هذا التوافق مكرس بكون العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل، وأيضا تقاسم نفس الرؤى حول كيفية معالجة القضايا الوطنية وبناء نهضة الدولة من خلال مبادئ الحكم الراشد وتقوية المؤسسات السياسية والاقتصادية. وأشار بوعيسى إلى البعد اللافت في العلاقات الجزائرية العمانية، صار وبوضوح البعد الاقتصادي، حيث بات يرتبط البلدان بإرادة قوية في تجسيد مشاريع طموحة للغاية، في شكل استثمارات كبرى، نظرا للبيئة الاستثمارية الجزائرية التي باتت تحوز على مناخ ملائم، وأيضا لحرص الشركات العمانية على الظفر بالفرص التي تتيحها السوق الجزائرية. وأكد أن التوجه الاقتصادي بين البلدين، «يعكس طموح قائدي البلدين، في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية في شهر أكتوبر 2024». وأشار إلى أن مجالات التعاون المثمر «تشمل الطاقة، بنوعيها الأحفورية والمتجددة، وأيضا الزراعة، خاصة الصحراوية، لتشابه مناخ البلدين، خاصة الصحراء الجزائرية مع سلطنة عمان، وأيضا صناعة الأدوية، حيث تحوز السلطنة على خبرة في هذا الإطار والجزائر تعد سوقا واعدا وبوابة إفريقيا». وأوضح المتحدث، أن الشراكة بين البلدين تمكن سلطة عمان من التغلغل في إفريقيا عبر بوابة الجزائر. كما ينتظر أن تتوج الزيارة، بحسبه، بتجسيد صندوق الاستثمار المشترك الجزائري العماني الذي يتيح للجزائر فرصة لاستقطاب أكبر الشركات الدولية أو العالمية في قطاع صناعة السيارات والمركبات وأيضا قطاع الاتصالات. وذكر بوعيسي، على صعيد الدبلوماسية، بامتلاك البلدين الرؤية ذاتها للقضايا الدولية وقضايا الشرق الأوسط تحديدا، خاصة بالنسبة للدعم المطلق والقوي للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني منذ 07 أكتوبر 2024.
وتتفق الجزائر وسلطنة عمان، أيضا، بحسب المتحدث، على الوحدة الترابية لسوريا والتنديد بالاعتداءات التي يتعرض لها البلد الشقيق من قبل الكيان الصهيوني، مع تغليب الحلول السلمية للأزمات في المنطقة العربية.