تعد الجراحة «الأونكوبلاستيكية»، علاجا يبعث الكثير من الأمل في نفسية المريضات بسرطان الثدي، والذي يسمح لهنّ بالتعايش مع المرض بصورة طبيعية وبالإبقاء على الصورة الجمالية لأجسادهن.
وطريقة العلاج هذه يشجعها بقوة الدكتور بن أشنهو نبيل، أستاذ محاضر ومتخصص في جراحة سرطان الثدي، بقسم أمراض الأورام السرطانية في مصلحة بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، مؤكدا من على «منبر ضيف الشعب»، على أن نجاحها يعتمدا أساسا على التشخيص المبكر وأن يكون الورم المعني بالاستئصال ذا حجم صغير، كما أن على المريضة اتباع بروتوكول معين في طريقة العلاج. التفاصيل ندرجها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة داء السرطان.
ويشجع الدكتور بن أشنهو اللجوء إلى الجراحة الأونكوبلاستيكية في علاج حالات متعددة ومبكرة من سرطان الثدي، معتمدا على نتائج الدراسة الميدانية التي قام بها مؤخرا ودوّنها في كتابه الصادر عن دار الوكالة الوطنية للنشر والإشهار والذي عنونه «سرطان الثدي: الجراحة المحافظة»، الذي سيعرض للجمهور الواسع وللمختصين خصيصا بجناح المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار خلال الصالون الدولي للكتاب في نوفمبر القادم.
ويتطرق الدكتور، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مؤسسة «السنولوجيا وأمراض الثدي»، إلى نتائج الدراسة التي قام بها تحت إشراف أستاذه البروفيسور أحمد بن دياب في سياق حديثه «إلى أهمية توسيع وتطوير نتائج العلاج المحافظ في سرطان الثدي باللجوء إلى تقنيات انكوبلاستي». مؤكدا أن نتائج التطبيق والمقارنة بين الطريقتين جاءت متقاربة جدا.
واعتمدت الدراسة، على مقارنة ميدانية بين العلاج المحافظ الكلاسيكي وتطوير العلاج المحافظ في مجال التجميل بتقنيات أنكوبلاستي، والتي اعتمد فيها على مجموعتين من المريضات، متساويات العدد، ومتقاربات في السن وفي نوعية وحجم الأورام المستأصلة.
وتشكلت المجموعة الأولى من 56 مريضة، استفدن من العلاج المحافظ الكلاسيكي، أي مجموعة الاستئصال الجزئي للثدي المصاب، فيما تكونت المجموعة الثانية من 56 مريضة استفدن من العلاج المحافظ بتقنية انكوبلاستي، مجموعة أنكوبلاستي، أي استئصال الورم فقط واللجوء إلى إعادة بناء الثدي.
هذا - كما أضاف الجراح - وجاءت الدراسة في الفترة الزمنية الممتدة من جانفي 2008 إلى نوفمبر 2011، فيما شكل متوسط العمر 48 سنة لمجموعة انكوبلاستي و50 سنة لمجموعة الاستئصال الجزئي.
وقال د.بن أشنهو، إن «النتيجة التجميلية كانت جدّ مقنعة عند 52 مريضة(92 من المائة) من مجموعة انكوبلاستي، بالمقارنة بـ37 مريضة (66 من المائة) فقط بالنسبة لمجموعة الاتصال الجزئي، إذ يستنتج من هذا أن «طريقة أنكوبلاستي قد حققت تطورا لمؤشرات العلاج المحافظ، بتراجع غير كاف وتؤمّن من ظهور المرض مجددا، كما حقق نتيجة تجميلية حسنة، وهي تقنية تستحق أن تكون متطورة».
ويرافع دكتور بن أشنهو عن طريقة انكوبلاستي في العلاج، التي تعتمد حاليا بنسبة 80 من المائة من حالات سرطان الثدي بالغرب، بالرغم من حداثة استعمالها، التي تعود إلى السبعينيات من القرن الماضي، حيث كانت الطريقة المستعملة عبارة عن تشويه كلي لصدر المريضة.
وإن عرفت واستعملت هذه التقنية في بلادنا منذ التسعينيات، فلا يتعدى تطبيقها اليوم 10 إلى 15 منالمائة فقط، يقول د.بن أشنهو، معللا ذلك بالثقافة السائدة عند النساء والطرق الكلاسيكية المنتهجة في التعامل مع المرض التي لابد من إعادة النظر فيها بتشجيع التشخيص المبكر واحترام بروتكول العلاج.