تشهد الطرقات الرئيسية و الفرعية بمختلف أحياء و شوارع البليدة، مع اقتراب عيد العيد الأضحى المبارك، حركة ازدحام كبيرة وصلت إلى حد التشبع و الاختناق المروري المكثف، عانى خلالها أصحاب السيارات و المركبات على اختلافها من الويلات في سبيل الوصول إلى مقرات عملهم أو سكناتهم، خاصة و أن المناسبة الدينية تزامنت هذه السنة مع الدخول الاجتماعي .
نقاط بيع «خروفي» عبر قارعة الطرقات والمحاور الكبرى
تأزمت حركة السير عبر بلديات البليدة الغربية مثل الشفة و موزاية و العفرون، والصومعة و أولاد يعيش ، و وسط مدينة البليدة، بل امتدت أزمة السير إلى الطريق السيار شرق- غرب خاصة عند المدخل الجنوبي لمدينة بوفاريك، و أيضا عند الدوار المروري ببني مراد و بني تامو ، في الأيام الأخيرة قبل حلول مناسبة عيد الأضحى المبارك، و اللافت للانتباه أن نقاط بيع المواشي المنتشرة عبر قارعة الطرقات ومداخل ولاية البليدة ، زادت في تعقيد الأزمة المرورية، و عطلت حركة السير نتيجة تجمع الزبائن حول تلك النقاط للفوز بصفقة شراء «خروف العيد».
أما الشوارع الرئيسية فهي الأخرى، عرفت اصطفاف العديد من السيارات، خاصة و أن البعض من أصحابها حولوا وجهتهم إلى محلات بيع «الفحم» و الأواني المنزلية لاقتناء السكاكين الحادة و المشاوي، تحضيرا لعمليات الشواء التي تستهوي العائلات، فيما توافدت أعداد أخرى من العائلات و لو بكم قليل على محلات بيع الألبسة و الأحذية ، لاقتناء كسوة العيد و التي أصبحت عادة جديدة أيضا تستهوي العائلات و تدخل الفرحة إلى قلوب الأطفال بشكل خاص ، مثلما حصل مع عائلة « فيصل» ، والتي قال الوالد في تصريح لـ «الشعب» أنه بالرغم من الميزانية المحسوبة إلا أن زوجته ارتأت أن تدخل الفرحة على صغيراتها،ليفزن بفرحة عيد مزدوجة و يلتقطن صورا للذكرى مع «الخروف».
تكثيف دوريات الشرطة
و بالرغم من الانتشار الملحوظ لدوريات الأمن و أعوان الشرطة عبر المحاور والمسالك المرورية في السيارات و الدراجات النارية، إلا أن تواجدهم قلل من تلك النقاط السوداء و العقد المرورية إن صح التعبير ولم يقض عليها بشكل نهائي ، للعدد الكبير من المركبات و حافلات النقل الحضري التي صعبت من حل عقدة الازدحام ، خصوصا وأن العيد هذه السنة تزامن مع مناسبة الدخول الاجتماعي في شهره الأول.
و شهدت الساعات الأولى من الأسبوع الأخير تكثيفا في انتشار أعداد عناصر الشرطة المسؤولة عن تنظيم حركة السير، وهو ما ساعد في التخفيف من الضغط المروري، و تجنيب الوقوع في أزمة سير خاصة و أن البليدة معروفة بنقاط مرور سوداء عبر شارع 11 ديسمبر المعروف بانتشار الدوائر الإدارية مثل مجلس القضاء و المحكمة و الخزينة العمومية و إدارتي الضرائب و أملاك الدولة ، و أيضا عبر الشارع الرئيس العربي تبسي و محمد بوضياف و بن بولعيد ، حيث تكثر الحركة هناك نظرا لتواجد مقر الولاية و المجلس الشعبي الولائي و مركز إعادة التربية ومستشفى التوليد المشهور بعيادة بن بولعيد و الإقامة الجامعية للبنات 1 و 2 و إدارة مسح الأراضي و الضمان الاجتماعي و مركز المتقاعدين و فندق الورود و ديوان الترقية والتسيير العقاري ، ناهيك عن مركز الأعمال و العشرات من المحلات التجارية المدارس الخاصة و معاهد التكوين .
.. محطات نقل المسافرين
و لم تسلم محطات النقل من التوافد المشهود للمسافرين ، الذين قصدوها في الأسبوع الأخير من عطلة نهاية الأسبوع للسفر إلى أهاليهم و ذويهم بالولايات المجاورة، و شكلت نسبة أخرى من العائلات التي فضلت الاحتفال بالعيد مع أهلها بالمناطق الداخلية بعيدا عن عناوينها بمنطقة الوسط ، و تكشف عائلة السيدة أمينة أنها اختارت الاحتفال بمناسبة العيد مع أهلها ، لأن والدها فاز هذه السنة بفرصة الذهاب إلى البقاع المقدسة و نال شرف الحج مع جيران لنا، لذا اتفقت كل العائلة على الاحتفال سوية بمسقط رأسها .
مراكز العجزة و علاج أصحاب الأمراض المستعصية قبلة للجمعيات و المحسنين
كعادتهم لم ينس بعض المحسنين والجمعيات المهتمة بأصحاب الأمراض المزمنة مثل السرطان و السكري ، تخصيص برامج لعيادة المرضى منهم بمركز مكافحة السرطان بالمستشفى التاريخي فرانس فانون و دار استقبال المرضى منهم و دار العجزة بقلب مدينة البليدة ، و اختاروا تقديم الهدايا و توزيعها عليهم خاصة الأطفال ، الذين حظوا بلعب و جوائز رفعت من معنوياتهم و ذكرتهم بفرحة الاحتفال ضمن أفراد العائلة ، فيما تم تقديم مصاحف لمريضات أقعدهن المرض المزمن وتزويدهن بقنينات من المياه المعدنية.
واستبقت بعض الجمعيات المناسبة لمؤانسة وحشة المكوث في سرير المرض وعدم السماح لهن بالخروج و الذهاب إلى أهاليهن إلا القليلات من صاحبات الحظ، فيما اختار محسنون أن يحضروا أطباقا ومأكولات شعبية و يوزعوها على المقيمات بدار العجزة و دور الأيتام ، بل إن بعض الخيرين أحسنوا في كرمهم و قدّموا بدل الطعام و اللحم « أضاحي « بالكامل و هي الفرحة التي غمرت عائلات الأيتام و خاصة الأطفال في مشاهد وصلت إلى حد البكاء والتأثر العاطفي ، و دعاؤهم اللهم أحسن كما أحسن إلينا أولوا الكرم و الجود من إخواننا الجزائريين .