أبرز المشاركون في الملتقى الوطني الموسوم بـ «الجزائر والتحدّيات العالمية.. تجليات الثورة التحريرية» الذي نظم، أمس، بالمتحف الجهوي للمجاهد بتلمسان، الدور النضالي للرئيس الراحل المجاهد أحمد بن بلة في مسيرة الكفاح من أجل التحرير الوطني.
وفي هذا الصدد، ذكر أستاذ التاريخ المعاصر مصطفى نويصر من جامعة الجزائر 2، خلال مداخلته في هذا اللقاء المنظم بمناسبة الذكرى 13 لوفاة الرئيس الراحل المجاهد أحمد بن بلة، أنّ «التحركات السرية التي قام بها أحمد بن بلة في الخارج في الفترة ما بين يناير وأكتوبر 1954، أسست لمشروع التحرير الوطني وتوّجت باجتماع عقده مع مجموعة الداخل في 25 سبتمبر 1954، والتي تم فيها الإعلان عن تأسيس جبهة التحرير الوطني والتفكير في صياغة بيان أول نوفمبر، وضمن من خلال هذه التنقلات السرية توفير السلاح والمساعدة المالية والمرافقة الإعلامية للقضية الجزائرية».
من جهته، أشار أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر محمد حواس من جامعة خميس مليانة، إلى أنّ أحمد بن بلة يعد من مؤسّسي المنظمة الخاصة التي كانت مهمتها التحضير للعمل المسلح، وكان قائدا بارزا في هذا المجال وقدم الكثير للقضية الوطنية. وأضاف أنّ الراحل بن بلة كانت تنتظره بعد الاستقلال «تحديات أكبر لبناء الدولة، على غرار الخروج من الموروث الاستعماري»، مبرزا أنّ الجزائر أصبحت «مقصدا للثوار في العالم»، إلى جانب «قيامه بدسترة البعد الإفريقي للجزائر في دستور 1963 وكان من بين المشاركين في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية في 1964».
وأشار من جهته أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة تلمسان أحمد بن داود إلى ان الثورة التحريرية، كان لها تأثير في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وعلى الحركات التحررية في هذه القارات الثلاث، كونها «شكلت نموذجا لثورة متكاملة اقتدت بها حركات التحرّر في تلك الفترة»، لافتا إلى أنّ الجزائر اعتبرت أنّ دعم لحركات التحرّرية يمثل «مرجعية للدولة الجزائرية واستمرارا لروح الثورة».