الكاتب المسرحي محمد بويش لـ”الشعب”:
هيكلـــة البــــث المسرحـــي ضــرورة حيويــــة للمســــرح
يرى الكاتب المسرحي محمد بويش، بأنّ المسرح وفق التوجه الجديد وهجوم العولمة الثقافية وتغير مفاهيم التلقي، يحتاج إلى نظرة جديدة من حيث البعث النصّي والعرضي تماشيا مع أطروحة تفكيك النمط المعيشي السابق، التي تحاول القوة العالمية فيه الهيمنة على مفهوم الإنسان والعودة إلى العبودية الطوعية، مشيرا بأنّ هذا التفكيك يحتاج من الفن الرابع الوقوف أمامه بإعادة الاعتبار للإنسان والتعايش.
أفاد المسرحي محمد بويش في تصريح لـ«الشعب” أنّّ “المسرح حاليا في منعرج خطير من حيث فقدان المتلقي الذي انسحب إلى عالم البث السريع خارج الركح، وتأثير العولمة في مسار الإحساس تجاه القرية الصغيرة التي تحاصر معناه الذهني في التواجد”.
كما أضاف في ذات السياق “وحيال هذا الوضع فإنّ أهل الفن الرابع مطالبين بإعادة هيكلة البث المسرحي وفق معطيات دفاعية عن الانسان ومعطاه الحياتي، وتوجيه البوصلة إلى الركح، من خلال إنتاج نصوص تواكب المطلب الشعبي الحالي خارج الاقتباس والاحتباس العقلي الذي عشناه لفترة طويلة”.
اليوم ـ يقول بويش ـ نحتاج إلى تكتل مسرحي حقيقي لمواجهة واقع يعيشه العالم اليوم، مشيرا إلى أنّه لابد أن نكتب عنه ونقدّم عروضنا من معاناته..فالنجاح الوحيد هو أن يرى المتلقي نفسه فوق الركح ويتفاعل مع مرآة وجوده، وبناء على مرجعياتنا الفكرية في الفن الرابع التي اتجهت نحو التسويق المادي، يقول “فإنّنا اصطدمنا بغياب الحقيقة التيترالية عن المقدس الركحي، وبالتالي افتقدنا اللعبة المسرحية وبغية شدّ الجمهور”.
وبنظره، “فإنّ المسرح عندنا لم يصبح فاعلا حقيقيا للتغيير”، لافتا في ختام حديثه إلى أنّه “لا بدّ من دقّ ناقوس الخطر وتفعيل الحركة المسرحية على مستوى المنظومة التربوية لأجل بعث جيل كامل يؤمن بحركية الفن الرابع في التغيير”.