الخبير الاقتصادي عبد الرحمن هادف لـ «الشعب»:

مشاريع التحول الرقمي عززت الابتكار وريادة الأعمال

خالدة بن تركي

 

تشهد البلاد تحولا رقميا متسارعا، جعل من التكنولوجيا الحديثة ركيزة أساسية في تحسين جودة الخدمات وتعزيز الشفافية والحوكمة. ويعود هذا التطور إلى الإصلاحات التي أطلقها رئيس الجمهورية، والتي تجسد رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني ومواكبة التحديات العالمية المتسارعة.

أوضح الخبير الاقتصادي عبد الرحمن هادف، لـ»الشعب»، أن بداية التحول الرقمي في الجزائر كانت بإنشاء وزارة مخصصة للرقمنة والإحصائيات، تلتها خطوة هامة بإنشاء المحافظة السامية للرقمنة، والتي ساهمت في تحديد رؤية واضحة لمسار التحول الرقمي في البلاد. وأضاف، أن هناك حتمية لإنجاح هذا التحول، وهو ما انعكس في سلسلة من الورشات التي أطلقتها المحافظة السامية للرقمنة.
وأشار المتحدث، إلى أن هذه الورشات، تشمل الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي، وهي خارطة طريق تهدف إلى إرساء أسس رقمية متينة، مشروع مركز البيانات الوطني للخدمة العمومية الذي يهدف إلى تحسين الخدمات العمومية وتوفير حلول رقمية أكثر كفاءة، وكذا القانون الرقمي الذي يوجد حاليا على مستوى الأمانة العامة للحكومة، ويهدف إلى تنظيم بيئة التحول الرقمي وضمان سيره بسلاسة.
بخصوص مشاريع التحول الرقمي التي تقام حاليا، قال هادف إنها ساهمت في خلق ديناميكية جديدة داخل النظام البيئي الرقمي، خاصة بين الشباب، الذين أصبحوا يشكلون قوة دافعة في الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، موضحا أن الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي ترتكز على تكوين الكفاءات الشابة من خلال برامج تدريب متخصصة، وتوفير بيئة ملائمة لدعم المشاريع الناشئة في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات والحلول الرقمية المبتكرة.
كما تسعى هذه الاستراتيجية -يضيف الخبير الاقتصادي- إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وخلق فرص عمل جديدة تعتمد على الاقتصاد الرقمي، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز تنافسية البلاد على الصعيدين الإقليمي والدولي.وأشار هادف إلى الجهود الكبيرة التي تبذل على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التكوين والتعليم المهني، لدعم الشباب في مجالات التكنولوجيا والرقمنة. وأضاف، أن الشباب أضحى أكثر انخراطا في هذا المسار، حيث يمتلك نزعة مقاولاتية ويفكر في إنشاء مؤسسات ناشئة ومصغرة تعتمد على التكنولوجيا الرقمية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن الشباب اليوم يعمل على تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة في مختلف القطاعات؛ ففي قطاع النقل يعملون على تطوير تطبيقات ذكية لتحسين تسيير المرور وخدمات النقل، مما يسهم في تقليل الازدحام وتوفير وسائل نقل أكثر كفاءة. أما في مجال الصحة، يطورون أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الطبية، مما يساعد في التشخيص المبكر للأمراض وتحسين جودة الرعاية الصحية.
وفي المجال الفلاحي، فالشباب يسهم -بحسبه- في ابتكار تقنيات زراعية ذكية، مثل أنظمة الري الأوتوماتيكية المعتمدة على تحليل التربة والمناخ، مما يساعد على زيادة الإنتاجية وتقليل استهلاك الموارد. كما أن المجال الصناعي يشهد تحولا رقميا بفضل مساهماتهم في تطوير الروبوتات ومختلف الأنظمة، مما يعزز كفاءة الإنتاج ويقلل التكاليف.
أما في قطاع الخدمات، فقد أصبح الابتكار التكنولوجي عنصرا أساسيا في تحسين الخدمات، سواء من خلال تطبيقات الدفع الإلكتروني، أنظمة إدارة المشاريع، أو حتى الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستهلك. مؤكدا أن هذه الابتكارات، تعكس المستوى الأكاديمي المتقدم للشباب، الذين يستفيدون من تعليمهم الجامعي وتدريبهم في مراكز التكوين، مما يتيح لهم استعمال معارفهم في مجالات عملية تساهم في التنمية الاقتصادية.
واعتبر هادف، أن انخراط الشباب في ريادة الأعمال، سيكون القوة الضاربة للجزائر في السنوات القادمة، خاصة وأن البلاد أطلقت مشروع تحول اقتصادي شامل يرتكز على التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الروبوتيك والحوسبة السحابية.
وقال في السياق، إن الجزائر تسعى جاهدة إلى الالتحاق بركب الدول الناشئة بحلول عام 2030، وهو طموح يتطلب اعتماد استراتيجيات فعالة في مجال التحول الرقمي. وأوضح، أن تحقيق هذا الهدف لن يكون إلا من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز استخدام التكنولوجيات الحديثة في مختلف القطاعات، سواء في المؤسسات العمومية أو الاقتصادية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025