عاد تلاميذ ابتدائية «الشيخ البشير الإبراهيمي»، ببلدية بنورة، أمس، إلى مقاعد الدراسة، حيث حلت مشكلة الاكتظاظ التي كانوا يتخبطون فيها منذ سنوات، وذلك بعد تحويل مقر ديوان محو الأمية إلى متوسطة الشيخ القرادي بالعطف.
يأتي ذلك، بعدما أقدم أولياء تلاميذ الابتدائية على غلق باب المؤسسة لما يعانيه أبناؤهم من اكتظاظ كبير بسبب استغلال بعض الأقسام من طرف ديوان محو الأمية.
وطالب المحتجون، بتحويل فرع محو الأمية من المتوسطة الجديدة بالعطف، بعد مراسلات رسمية من وزارة التربية منذ فيفري المنصرم، تقضي باسترجاع الحجرتين الممنوحتين لديوان محو الأمية، غير أن أولياء التلاميذ توقفوا عن الإضراب بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بقبول مسؤولي ديوان محو الأمية الخروج من المؤسسة.
من جهة أخرى، طالب عدد من المستفيدين من السكنات الاجتماعية بدائرة بنورة، بإعادة النظر في السكنات الممنوحة لهم والتي قالوا إنها لا تصلح للسكن رغم تخصيص الدولة ميزانية ضخمة لقطاع السكن، حيث قالوا إن كل الشكوك تدور حول الطريقة التي أجريت بها قرعة التوزيع، إذ كان الأحرى، بحسب ممثلي المحتجين، أن تستعمل مصالح الدائرة والبلدية 3 صناديق عوض صندوق واحد.
وقد طالب المحتجون الذين أقدموا على إلصاق الشعارات والوقوف أمام باب مقر الدائرة من الوالي، بإعادة النظر في القرعة التي لم تتم، بحسبهم، بالصيغة القانونية التي تفاجأوا لها، حيث أشار عدد من الممثلين أنهم ضد العنصرية والجهوية، معربين أن كل سكان مدينة غرداية جزائريون وإخوة تربطهم علاقة واحدة هي حب الوطن.
كما أكدوا أنهم يتمنّون العودة التامة للسكينة والنهاية الأبدية لأزمة غرداية، بعدما عادت المياه إلى مجاريها وساد الهدوء والأمن كل أنحاء المدينة، في حين دعا عدد منهم إلى نبذ التفرقة ومحاربة العنصرية، وبدء عملية التنمية التي توقفت منذ أشهر.
من ناحية ثانية، واصل عشرات المقاولين، صبيحة أمس، احتجاجهم أمام مقر مديرية التجهيزات العمومية بولاية غرداية، نتيجة ما وصفوه انعدام فتح قنوات اتصال والمشاكل الكبيرة التي أدت إلى تعطل عدة مشاريع تنموية بسبب التجاذبات بين المدير والمقاولين.
وبحسب المحتجين الذين قاموا بمنع مدير التجهيزات العمومية من الخروج من مقر المديرية ورحيله فورا، طالبوا بإرسال لجنة تحقيق لتقف على مختلف المشاكل التي تواجه القطاع، غير أن مدير التجهيزات العمومية أقر بوجود مسؤولين يقفون وراء فئة من المقاولين لأهداف خاصة.
كما أعرب مدير التجهيزات العمومية بغرداية لـ«الشعب»، عن وجود مكتب دراسات واحد من خارج الولاية عكس ما يروج له.
كما قامت قوات الأمن بإخراج المدير من المؤسسة وحمايته بعد استدعائه من طرف الوالي ومنع خروجه من طرف المقاولين. لكن والي الولاية عبد الحكيم شاطر، حاول تدارك الأمر من خلال إيجاد آلية تسمح بتهدئة الوضع وكشف حقيقة هذا الاحتجاج من خلال لجنة تحقيق، موفدة من وزارة السكن تم استقبالها، أمس، للتحقيق في شكاوى عديدة، بتوزيع مشاريع تنموية وتصرفات تصدر من طرف عديد المسؤولين بمنح صفقات مشبوهة.
كما أقدم، صباح أمس، العشرات من عمال شركة المناوبة «فيجيل قروب للحماية والأمن»، التى كانت تتعاقد مع مؤسسة «كوسيدار» بغرداية، بالاحتجاج أمام مقر المؤسسة، معبرين عن استيائهم من الأوضاع المزرية التى يعانونها بعد تسريحهم من العمل وفسخ العقد بين مؤسسة «كوسيدار» و»فيجيل قروب».
وقال المحتجون لـ «لشعب»، إنهم لم يتلقوا رواتبهم المبرمة في العقد منذ 6 أشهر كاملة ويعتبر المبلغ الإجمالي الذي يبقى على الشركة دفعه أكثر من مليار سنتيم، بالإضافة لمنحة المنطقة والعطلة السنوية، مع إعادة إدماجهم في العمل ويبلغ عدد العمال 118 شاب عامل.
كما طالب العمال بتعويضهم عن الأضرار النفسية والمادية التي لحقت بهم وتوقيف المتابعات القضائية ضدهم.
وقد جلس ممثلون عنهم مع رئيس الدائرة، أين تم الاستماع إلى انشغالاتهم، في حين وجه اللوم إلى مفتشية العمل حيث وعد العمال باتخاذ الإجراءات القانونية وتنظيم جلسة مع لجنة الصلح المختصة في النزعات الجماعية للعمال، محذرا إياهم من انزلاق الأمور إلى ما لا يحمد عقباه إذا لم تسوّ وضعيتهم.
يأتي كل هذا في وقت تتواصل فيه الأصوات الداعية للتعقل والارتفاع عن كل ما يعكر صفو المياه بعد عودة مجاريها، وانطلاق وتيرة التنمية بشكل عادي، حيث تنتظر مواطني غرداية تحديات كبيرة عليهم رفعها بتغليب لغة العقل والإرادة لكسر كل حواجز الفتنة، عكس ما كانت تستثمر فيه بعض الأطراف التي وصفت بالمتعفنة من أصحاب النوايا الخبيثة، لكن يبقى القدر أمام سكان الولاية لمواجهة هذه المشاكل التنموية.
