تشجيـع القطـاع الصّيدلانــي علـى البحـث يطـرح أدويـــة منافسـة ومطابقـة للمعايـير
نما قطاع الإنتاج الصيدلاني بشكل ديناميكي واعد مستندا على ثروة بشرية مهمة، وإجراءات تحفيزية سمحت ببلوغ مستوى معتبر في تغطية الطلب الوطني بنسبة تفوق 70 بالمائة. وفي ظل الإقبال الكبير على الاستثمار في هذه الصناعة الاستراتيجية المفضي نسيجها، ونجاعة إنتاجها إلى تحقيق الأمن الصحي، تمثل ترقية البحث العلمي والارتكاز على الابتكار وتنويع الشراكات لتحويل التكنولوجيا، حلقة أساسية في مستقبل تطوير صناعة الدواء وجعله قاطرة أساسية للتنمية الاقتصادية، وجسرا ثابتا لتكريس الأمن الصحي.
أخذت الجزائر بعين الاعتبار حتمية الابتكار الصيدلاني، باعتباره أحد المقومات الجوهرية لتلبية الطلب المحلي وكبح فاتورة الاستيراد، ومن مفاتيح المنافسة في سوق الأدوية العالمية، في وقت تتطلع لتصبح من البلدان المنتجة للمواد الأولية لصناعة المنتجات الصيدلانية. وفي ضوء هذا المسار الساطع، تحوّل دور الجامعة في تطوير المؤسسات الإنتاجية إلى ضرورة ملحة، من أجل توجيه المورد البشري نحو إنشاء مؤسسات ناشئة مبتكرة تتضمن مخابر بحث لتطوير مختلف المنتجات الوطنية بما فيها الأدوية الحيوية وأدوية الأورام على وجه الخصوص، لتضع الجزائر في مكانة إقليمية وعالمية هامة من خلال تطوير التقنيات وابتكار الحلول الطبية.
لا يمكن للمؤسسات الإنتاجية الناشطة في حقل الصناعة الصيدلانية البقاء في معزل عن المعرفة العلمية المحكمة، فواجبها الأول الانفتاح على بناء الشراكات والتجديد المستمر في الأداء، وطرح منتجات ذات جودة وكفاءة عالية، والجزائر - بالنظر إلى ما تكتنزه من مورد بشري شاب - أمامها العديد من الفرص لفتح المزيد من مراكز البحث للتكيف مع التغيير السريع في هذا القطاع المرتبط عالميا في الوقت الحالي بالذكاء الاصطناعي.
طيلة سنوات، تطوّر القطاع الخاص بشكل لافت جعل الإنتاج الوطني من بين أهم الصناعات الرائدة إقليميا، وبات التصدير كرافعة محفّزة للمزيد من التطوير وتشجيع القطاع على الابتكار، وطرح أدوية منافسة ومطابقة للمعايير الدولية وذات تكلفة منخفضة، في ظل وجود عوامل مساعدة للمستثمرين، أهمها انخفاض تكلفة الطاقة ووفرة العقار الصناعي، إلى جانب مزايا جبائية وتصديرية تغري المستثمر الأجنبي كما المحلي، وكانت تعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تصب في حلقة تشجيع ثروة الشباب لحمل القطاع إلى مرحلة متقدمة من التطور والانفتاح التكنولوجي.