نستلهم من شهدائنا الثقة للدفع بالجزائر إلى مصاف الدول الناشئة
الاستعمار سطا بأساليبه الوحشية التدميرية على أرضنا وعطّل مسيرة شعبها
التوجّه نحو الاستحقاق النهضوي الاستراتيجي هو أنبل التحدّيات المحفّزة للإرادات
كفاح مسلّح خاضه ثوار ببسالة وجدارة فمضوا بنوفمبر الأغرّ إلى النصر
شعب عقد العزم على تحـرير الأرض التي ظلّت تلفظ وترفض الوجــود الاستيطاني
وجّه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين، رسالة بمناسبة اليوم الوطني للشهيد (18 فيفري)، هذا نصّها الكامل:
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
أيّتها المواطنات، أيّها المواطنون،
تحتفي الجزائر باليوم الوطني للشهيد، تعبيرا عن وفاء الشعب الجزائري لما قدّمه من دماء شهدائه على درب التحرّر والانعتاق وتخليدا لتضحيات جسيمة تكبّدت مشاقّها قوافل من الرجال والنساء الوطنيين الأحرار الذين أدركوا بعد عقود من النضال في مدرسة الحركة الوطنية، أنّ الاستعمار الذي سطا بأساليبه الوحشية التدميرية على أرضنا الطاهرة وعطل مسيرة شعبها الأبيّ لأزيد من مائة وثلاثين سنة، وبئس ما اقترف أدعياء الحضارة والتمدين، هو استعمار مستوطن مدمّر يساوره وهم البقاء، ليس في حسبانه التفريط في الخيرات والثروات، أحبطت أوهامه ثورة عارمة، باركها الله تعالى بقدر ما حملت من صبر أبناء شعب مقاوم ومن تعلّقه بالحرية والكرامة وإعلائه للقيم الإنسانية، شعب عقد العزم على تحرير الأرض التي ظلت تلفظ وترفض الوجود الاستيطاني الاستعماري بمقاومات لم تهدأ منذ أن تداعت إليها جحافل الغزاة المعتدين، مقاومة تلو المقاومة، خلّدها باعتزاز التاريخ الوطني في الذاكرة الجماعية للأمة.
لقد أدرك أولئك الثوار أنّه لا خيار إلا الكفاح المسلّح، وخاضوه ببسالة وجدارة، لم تثنهم حسابات موازين القوّة ولم تثبط عزائمهم الأهوال والمكابدات، فمضوا بنوفمبر الأغرّ إلى النصر. وإنّنا ونحن نحتفي بذكراهم الغالية في جزائر ناهضة، إنّما نستلهم من إدراكهم ذاك، الثقة في مقوّمات بلادنا وتسخير مقدراتها للدفع بالجزائر إلى مصاف الدول الناشئة.
وإنّنا لعلى يقين تام بوعي الشعب وأبنائنا الشباب بأنّ التوجّه نحو هذا الاستحقاق النهضوي الاستراتيجي بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية هو أنبل التحدّيات الجامعة المحفّزة للإرادات وأصعب الرهانات التي يتطلّع الجزائريات والجزائريون إلى كسبها، وهو أصدق ما يعبر عن الوفاء لشهدائنا الأبرار الذين أترحّم معكم على أرواحهم الزكية في اليوم الوطني للشهيد، وأتوجّه في هذه المناسبة بالتحية والتقدير لأخواتي المجاهدات وإخواني المجاهدين.
تحيا الجزائر،
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته».