من داخل زنازين الاحتـلال الصهيوني

الأســرى المسيحيون جزء أساسي مــن معركة النضـال الفلسطيني

بقلم : وسام زغبر

تشكّل قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني، قضية مفصلية في الحالة النضالية الفلسطينية، وكانت رافداً أساسياً في مفاوضات اتفاق أوسلو الذي وقع عام 1994 بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، ودفع الكيان بهذا الملف الشائك لمرحلة الحلّ النهائي.

يشكّل ملف الأسرى محوراً رئيسياً في اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحركة حماس برعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، والذي يقضي بالإفراج عن المئات من الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وخاصّة الأسرى من ذوي المحكوميات العالية، والتي ترفض حكومة الاحتلال الإفراج عنهم تحت ذريعة أنّهم يشكّلون خطراً على كيانهم الغاصب...
 إنّ الكيان الصهيوني يزجّ بآلاف الفلسطينيين دون تمييز، مسلمين ومسيحيين في سجونه في ظروف اعتقالية بالغة التعقيد، حيث أفادت نشرات ومراكز دراسات تعنى بقضايا الأسرى أنّ الكيان الصهيوني الغاصب ما زال يعتقل تسعة أسرى من الإخوة المسيحيين والذين يقضون محكوميات عالية وبعضاً منهم مؤبّدات.
الأسرى الفلسطينيون المسيحيون في سجون الاحتلال يشكّلون جزءًا من النسيج الوطني الفلسطيني، الذي يوحّد المسلمين والمسيحيين في مواجهة الاحتلال. ورغم أنّ أعداد الأسرى المسيحيين أقلّ مقارنة بالأسرى المسلمين، إلا أنّ دورهم في مقاومة الاحتلال يعكس انتماءهم الوطني ومشاركتهم في النضال الوطني الفلسطيني لتحقيق الحرية والاستقلال والعودة.
إنّ مراكز الاعتقال الصهيونية وسياسة الاختفاء القسري بحقّ آلاف الأسرى الفلسطينيين ولا سيما في سجني سديه تيمان وعناتوت وغيرهما تذكرنا بمراكز الاعتقال النازية، وتمارس بحقّهم كلّ أشكال التعذيب والتغييب إلى جانب سياسة الاختفاء القسري كما جرى مع آلاف الأسرى وخاصّة في قطاع غزّة إبان السابع من أكتوبر 2023 وما تلاه من اعتقالات.
الكيان الصهيوني يصبّ نار حقده على الفلسطينيين سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، حيث يزجّ في معتقلاته ومراكز احتجازه السرية التي لا تليق بالحياة الآدمية بأكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني، بينهم 5150 اعتقلوا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزّة في 7 أكتوبر 2023، حيث يتعرّضون لصنوف جرائم الاحتلال المختلفة من قتل واغتصاب وتجويع وتعذيب وعزل وحرمانهم من الزيارات العائلية ومن حقوقهم، غيّبتهم ظلامية السجن من التواجد في كنف أهلهم وأحبّتهم.
الأسرى الفلسطينيون المسيحيون في سجون الاحتلال هم شاهد حي على الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي تجمع بين جميع أبناء الوطن بغضّ النظر عن دياناتهم. إنّ استمرار نضالهم يعكس التزامهم بقضية الحرية والكرامة، التي ستبقى هدفًا يسعى إليه كلّ فلسطيني.
إنّ شعبنا الفلسطيني يؤمن بعدالة قضيته الوطنية مهما طال ظلم السجان الصهيوني، وأنّ الاحتلال الصهيوني إلى زوال، ويؤمن أيضاً أنّ فجر الحرية آت لا محالة. فكلّ صفقة تبادل للأسرى تلحق بأختها وهي كفيلة بالإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى، وكلنا أمل أن يكون أخوة النضال والدم من الأسرى المسيحيين من المفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الحالية...

(عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير إذاعة “صوت الوطن”)

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025
العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025
العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025
العدد 19749

العدد 19749

الثلاثاء 15 أفريل 2025