أحزاب ومنظمات وطنية تستنكر تصريحات الرئيـس الفرنسـي

دناءة وسقطة عدوانية تفضح تيهان صنّاع القرار بفرنسا

حياة.ك

محاولة يائسة للتأثير على القضـاء المستقل.. وبلد الثوار والأحرار يرفض أي ابتـزاز أو مساومة

ماكرون  أصبح رهينة بيد اليمين المتطرف واللوبيات والكيانات الكولونيالية والصهيونيــة المعاديــة

 الأجــدر بباريس التركيــز علـى مشاكلـها الداخليـة وعـدم السعـي لتصديرها لإلهاء الـرأي العـام الفرنســي

فرنسا تشعر بالألم والحسرة وهي ترـى الجزائـر دولــة يمكنهــا أن تعاقب كل من يسيء إلى تاريخهــا وسيادتهـا

تطرف وحقد يؤكد وجود مخطـط عدائـي ممنهـج للمســاس باستقرار وتطلعـات الجزائريـين

على المستعمِر القديم الاعتراف والاعتذار والتعويض وتجريم الاستعمار وإنهاء أسلوب ممارسة الوصاية 

تصريحات مشينة لن تنال من سيادتنا والجزائر ستواصل مسيرتها بكل عزم واستقلالية

استنكرت الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية، بشدة، التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واعتبرتها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجزائر ومحاولة مساومة أو ابتزاز دنيئة، وهي تعكس في الواقع الأزمة الداخلية العميقة التي تعيشها فرنسا ومحاولة تصديرها نحو بلادنا وإلهاء الرأي العام الداخلي الفرنسي. كما تؤكد ـ بحسبهم ـ على حالة التيهان التي يعيشها صنّاع القرار بفرنسا بسبب ما تعيشه من أزمات سياسية واقتصادية عميقة.

نددت الأحزاب والمنظمات واستنكرت بقوة التصريحات الأخيرة لماكرون خلال لقائه بسفراء بلاده في قصر الإليزيه، واعتبرتها مسيئة ومضللة، كما أنها تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لبلادنا.
في السياق، أصدر حزب جبهة التحرير الوطني “الأفلان”، بيانا، “تلقت “الشعب” نسخة منه، جاء فيه أن “الحزب يتابع باشمئزاز السقطة غير الأخلاقية، والتصريحات اللامسؤولة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واعتبرها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجزائر، ومساسا بسيادتها وكرامتها، بشأن قضية قانونية تحت النظر وفق القوانين الجزائرية”.
وعبر حزب جبهة التحرير الوطني عن استنكاره الشديد لمثل هذه التصريحات الغريبة من طرف رئيس دولة تزعم احترام اللوائح والقوانين، مستنكرا مثل هذه التصريحات من زعيم دولة تستعمل سياسة الكيل بمكيالين تجاه مختلف القضايا في العالم، مشيرا الى أن الجزائر بلد الثوار والأحرار ترفض تماما أية محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية أو ابتزاز أو مساومة، مهما كان مصدرها.

تصريحـات غبيــة.. ومحـاولات بائسة

 كما وصف البيان تصريحات ماكرون بـ “الغبية”، واعتبرها محاولات فاشلة وبائسة من أجل تشويه صورة الجزائر ومؤسساتها السيادية. كما تعد خطوة استفزازية جديدة، تؤكد فظاعة التكالب ضد كل ما هو جزائري من أطراف تزعجها الطفرة التي شهدتها الجزائر في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات.
كما تؤكد هذه التصرفات غير المقبولة وغير السوية، حالة التيهان التي يعيشها صناع القرار بفرنسا، بسبب ما تعيشه من أزمات سياسية واقتصادية عميقة. ولذلك دعا حزب جبهة التحرير الوطني السلطات الفرنسية إلى ضرورة الالتزام بقواعد العلاقات الدولية المبنية على الاحترام المتبادل.
من جهته، أصدر حزب التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي” بيانا، استنكر فيه، بشدة، التصريحات غير المسؤولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واعتبرها تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر ومحاولة يائسة للتأثير على المؤسسة القضائية الجزائرية المستقلة.

..في قبضـة الكيانـات الكولونياليـة الصهيونيـة

كما يؤكد التجمع الوطني الديمقراطي، أن هذه التصريحات تعكس الأزمة الداخلية العميقة التي تعيشها فرنسا، ومحاولة تصديرها نحو الجزائر وإلهاء الرأي العام الداخلي الفرنسي، وتؤكد أن الرئيس ماكرون أصبح رهينة بيد اليمين المتطرف واللوبيات والكيانات الكولونيالية- الصهيونية المعادية للجزائر.
 كما اعتبرها الحزب سقطة سياسية وأخلاقية لدولة تدّعي الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات واحترام القوانين والمواثيق الدولية. وهي فرصة جدد فيها “الأرندي” دعمه ووقوفه إلى جنب مؤسسات الدولة الجزائرية ضد هذه الممارسات العدوانية، التي لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن تؤثر على المسار الذي تسلكه الجزائر تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.أما حركة مجتمع السلم “حمس”، فقد اعتبر عضوها القيادي أحمد صادوق، أن ماكرون من أكثر الرؤساء محاولة للإساءة لبلادنا، وهو موقف ليس بجديد، حيث سبق له أن حاول الإساءة للجزائر. ليؤكد أن هذه الرؤية للدولة الفرنسية عن الجزائر، لا يمكن أن تستقيم في ظلها العلاقات بين البلدين.
وقال صادوق في تصريح لـ “الشعب”، إن فرنسا بمطالبتها إطلاق سراح المدعو صنصال، يعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجزائر، باعتباره مواطنا جزائريا ارتكب جرائم يعاقب عليها القانون، ومن حق الجزائر أن تطبق قوانينها على من يخالفها.

توجه عدائـي فـي حــق الجزائـر

كما لم تستغرب “حمس” تصريحات ماكرون، لأنها ليست جديدة، ولأن هناك توجه عدائي من قبل فرنسا تجاه الجزائر، ومحاولة الدفع إلى توتير العلاقات البينية بين البلدين، وفق توجه يقوده اليمين الفرنسي المتطرف، والذي انخرط فيه المسؤولون الرسميون، بمن فيهم الرئيس، كما يعد نوعا من التغطية على المشاكل الداخلية، وعلى فشلها السياسي والاقتصادي.
وذكر صادوق، أن فرنسا أصبحت تعاني اقتصاديا، خاصة في الفترة الأخيرة، بعد أن فقدت جزءا كبيرا من نفوذها في إفريقيا. كما تعاني على المستوى السياسي من تبعات إسقاط حكومة ماكرون التي قدمها بعد الانتخابات التشريعية الماضية، واعتبر أن فرنسا بموقفها مسؤولها الأول الرسمي الأخير تريد تصدير أزمتها الداخلية.
ويرى صادوق، أن على فرنسا أن تغير تلك النظرة الاستعمارية وتتخلى عن منطق الأبوية والوصاية مع مستعمراتها القديمة، وعليها أن تعي تماما أن الجزائر تتعامل معها بمنطق الندية، وليست البلد الذي يخضع للابتزاز أو المساومة، خاصة في ملفات تعتبر مقدسة بالنسبة للجزائر، كملف الذاكرة.

خروج عن الأخلاق والأعـراف

من جانبه، اعتبر رئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي، أن تصريحات ماكرون الأخيرة غير مقبولة وخارجة تماما عن الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، وهي تشكل محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر. مؤكدا أن حزبه يرفض ويندد بمثل هذه التصرفات غير المسؤولة، والتي ستزيد العلاقات أكثر تعقيدا، وتدفع بها إلى مزيد من التوتر.
وأبرز المتحدث في تصريح لـ “الشعب”، أن العلاقات الجزائرية- الفرنسية دخلت مجال العاصفة، مشيرا الى الهجوم السافر الذي يقوم به السياسيون الفرنسيون على الجزائر، لأنهم فشلوا في تحقيق ما كانوا يصبون إليه، فراحوا يحاولون الضغط على الجزائر لتحقيق مأربهم.

أسلـوب مثـير للاشمئزاز..

كما نددت بدورها جبهة القوى الاشتراكية “الأفافاس” في بيان لها، بتصريحات الرئيس الفرنسي تجاه الجزائر واعتبرتها مثيرة للاشمئزاز، مشينة وغير مقبولة، وتعد تطاولا على بلادنا.
وجاء في بيان لها، تلقت “الشعب” نسخة منه، أن هذه السقطات من ماكرون، تعكس احتقارا مرَضِيا وعجزا مستمرا من فرنسا الرسمية، عن تحمل مسؤولية ماضيها الاستعماري وعن التخلص من موقفها الأبوي والمتعالي تجاه الدول ذات السيادة، بدلا من الانخراط في مسار الاعتراف الكامل والمطلق بالجرائم الاستعمارية.
 وعبر الحزب أن فرنسا، في ظل رئاسة ماكرون، أصبحت اليوم رهينة للتيارات المتطرفة المعادية للجزائر، والتي هي في الوقت ذاته عنصرية وإسلاموفوبية، بل إن البعض منها مشبع بالحنين إلى “الجزائر الفرنسية”، واعتبر أن هذا الموقف، المتمسك بمنطق الهيمنة البائد، يمثل انتهاكًا صارخًا للمبادئ الدبلوماسية الأساسية وللاحترام المتبادل بين الدول المستقلة.

علـى فرنسـا إدانـة جرائـم الإبـادة بغـزة

وأضاف الأفافاس، أن الجزائر القوية بتاريخها ونضالها البطولي من أجل الاستقلال، لا يمكنها أن تقبل دروسًا في الأخلاق أو الإنسانية من حكومة تدعم، بصمتها أو بأفعالها، الإبادة الجماعية الجارية في غزة، ودماء الشهداء الجزائريين، التي أُريقت من أجل الحرية والكرامة منذ 1830 الى غاية 1962. فاقدة بذلك أهليتها كحاملة للقيم النبيلة.
كما أشار البيان، أنه في حال استمرت فرنسا في إنكارها لجرائمها وغطرستها، فإنها ستعمق من عزلتها الأخلاقية والسياسية في إفريقيا وعلى الساحة الدولية بشكل عام، ولن تنال من سيادة بلادنا أي مواقف متعجرفة، وأن الجزائر ستواصل مسيرتها بكل عزم واستقلالية، وفية لمبادئها المتمثلة في الشرف والسيادة والاحترام المتبادل بين الشعوب.
حركة النهضة نددت هي الأخرى بهذا “التصرف المشين والتصريح غير الأخلاقي الذي لا يحترم الأعراف الدبلوماسية وينم على أن عقدة الجزائر الحرة المستقلة لاتزال تسيطر على ذهنيات الطبقة السياسية الفرنسية، خاصة منها اليمينية المتطرفة”، داعية السلطات الفرنسية الى “التركيز على مشاكلها الداخلية وعدم محاولة تصديرها الى الخارج لإلهاء الرأي العام الفرنسي”.

تطـرف ممنهج وحقــد دفـين..

من جهتها، اعتبرت جبهة المستقبل أن التصريحات المستفزة الصادرة عن الرئيس الفرنسي “تعبر حتما عن التطرف والحقد تجاه الجزائر، وهو ما يؤكد وجود مخطط عدائي ممنهج للمساس باستقرار وتطلعات الجزائر التي تشهد نجاحات في عدة مجالات”.
كما عبر حزب الكرامة عن “أسفه الشديد” لتصريحات الرئيس الفرنسي، داعيا الشعب الجزائري للوقوف إلى جانب مؤسسات بلاده في مواجهة هذه التصرفات.
واستنكر من جانبه حزب التجمع الجزائري، تصريحات الرئيس الفرنسي واعتبرها تدخلا سافرا في الشأن الداخلي للجزائر، خاصة بعد أن أصبحت فرنسا الرسمية رهينة التيارات اليمينة المتطرفة، داعيا الى رص الصفوف لمواجهة كل المخططات العدائية التي تستهدف استقرار الجزائر وأمنها.

فرنسـا تشعـر بـالألم والحسـرة..

وعبرت جبهة النضال الوطني من جانبها، عن استنكارها لتصريحات ماكرون، مؤكدة أن “فرنسا اليوم تشعر بالألم والحسرة وهي ترى الجزائر دولة يمكنها أن تعاقب كل من يسيء الى تاريخها الثوري أو يمس بسيادتها”.
في نفس السياق، نددت المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين بـ “التصريحات الحاقدة للرئيس الفرنسي إزاء الجزائر، التي حققت عدة انتصارات في إطار السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بالإضافة الى مواقفها الثابتة تجاه القضايا العادلة في العالم”.
بدورها، أعربت المنظمة الوطنية للصحفيين الجزائريين عن “استنكارها الشديد حيال تواصل الممارسات العدائية الممنهجة ضد الجزائر من طرف اللوبيات الفرنسية والتصريحات الاستفزازية التي تمثل تدخلا سافرا ومرفوضا في الشؤون الداخلية للبلاد”، مؤكدة أنه يتعين على فرنسا “تقديم الاعتذار ومعالجة مخلفات تجاربها النووية في الجزائر، والتي مازالت آثارها الخطيرة شاخصة حتى اليوم”.
من جهتها، استنكرت الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين “الخرجة المتهورة” للرئيس الفرنسي، من خلال “إقحام نفسه في قضية قيد التحقيق من طرف العدالة الجزائرية المخولة قانونا في الفصل فيها فقط دون أية إملاءات”، داعية إلى “التحلي بالوعي الكامل لمواجهة المخططات التي تستهدف الجزائر”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19668

العدد 19668

الأربعاء 08 جانفي 2025
العدد 19667

العدد 19667

الثلاثاء 07 جانفي 2025
العدد 19666

العدد 19666

الإثنين 06 جانفي 2025
العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025