ثمّنت الجمعيات الطلابية المعتمدة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، استجابة الوزارة الوصية لمطالب طلبة العلوم الطبية، وشددت على ضرورة استئناف الأنشطة البيداغوجية والعودة لمقاعد الدراسة تزامنا والعودة إلى مقاعد الدراسة هذا الأحد بعد انقضاء العطلة الشتوية.
كلّلت سلسلة لقاءات جمعت البروفيسور كمال بداري شخصياً مع ممثلي الطلبة، في إطار المسعى التشاوري الفعال المكرس من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتكفل بالانشغالات التي رفعها لطلبة العلوم الطبية.
استجابة فورية للمطالب
وأمر المسؤول الأول عن القطاع، برفع عدد المناصب المخصصة للالتحاق بمسابقة الدراسات الطبية الخاصة إلى 4045 منصب بزيادة 1000 منصب، وهذا تلبية لمطالب الخريجين لرفع عدد مناصب التخصص، وهي الزيادة التي تعد الأكبر منذ 20 سنة، كما قرر الوزير تجميد تطبيق العمل بالمادة 9، للقرار 1144، المحدد لشروط الالتحاق بطور التكوين في الدراسات الطبية الخاصة. وفيما يخص مطلب رفع المنحة، والذي يتعدى صلاحيات الوزارة الوصية، لكونها مخوّلة فقط بضمان التكوين، فقد تقرّر في ذات الخصوص، تشكيل فرق عمل تضم ممثلي طلبة كليات العلوم الطبية، وإطارات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، من أجل تقديم اقتراحات تخص رفع المنحة وقيمتها المالية، مع عرضها على الهيئات المعنية.
كما لبّت مصالح وزارة التعليم العالي، المطلب الخاص بتوفير المعدات والمستلزمات الخاصة بالمخابر والتكوين في الكليات، وهذا من خلال تخصيص باب في الميزانية يخص الأموال التي ستصرف في شراء المعدات ومستلزمات العمل الطبية والتربصات، فضلا عن الإفراج قريبا عن دفتر التربص الذي كان مطلبا للطلبة والذي يجري تصميمه حاليا من قبل لجنة مختصة بالإشراك ممثلي الطلبة في تقييمه والاطلاع على مضمونه قبل اعتماده.
عمارنة: مخرجات إيجابية
في سياق ذي صلة، ثمنت الاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي الجهود المكرسة خلال كل اللقاءات المنعقدة في نطاق الحوار البناء والتشاور الجاد الذي خلص إلى مخرجات إيجابية تضمنت التكفل الكلي بكل المطالب المرفوعة من طرف الطلبة وتثبيت التدابير اللازمة لضمان تجسيد الحلول ومتابعتها.
وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام للاتحادية مسعود عمارنة في تصريح لـ «الشعب» أن التجاوب الإيجابي الكبير للوزير مع كل المطالب وتسويتها، هو ما كان يتطلع إليه الطلبة، وبتكفل كامل وكلي يدفع إلى الوضع العادي والعودة إلى الدراسة بشكل عادي.
ودعا المتحدث الطلبة إلى العودة إلى مقاعد الدراسة واستكمال البرنامج الدراسي واستدراك ما تم تفويته من أسابيع. بعد التجاوب الكبير من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتأكيد التزام الوزير والسادة العمداء وكل المعنيين بتجسيد كل الحلول المتوصل إليها، وكذا التزام الطلبة بما تم التوافق عليه وتأكيد المتابعة الحريصة لتنفيذ كل المخرجات في إطار لجنة رسمية تم تنصيبها لهذا الغرض.
وخلص إلى أن الاتحادية تؤكد وبشكل مستمر على أن الحوار المسؤول والهادئ هو المعبر إلى حل جميع الانشغالات، وهو ما يذكي - بحسبها - التفاهم والتناغم مع النهج الذي يخدم المؤسسة الجامعية واستقرارها المستدام. وتؤكد دائما بأن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي مرتكز تنموي جوهري معوّل عليه وإن ما يخدم ارتقاءه هو تضافر جهود المنتسبين إليه وتماسكهم وتفاهمهم كأسرة واحدة.
بوخبلة: مقاربة تشاركية
في هذا الإطار، قال الأمين العام للمنظمة الوطنية للطلبة الأحرار رياض بوخبلة في اتصال هاتفي مع «الشعب»: «إننا في المنظمة الوطنية للطلبة الأحرار نعتبر أن الحوار هو الوسيلة المثلى لمعالجة الانشغالات المطروحة والتوصل إلى حلول عملية تحفظ حقوق الطلبة وتضمن استقرار القطاع الجامعي».
وأشاد بوخبلة، بالمقاربة التشاركية التي اعتمدتها الوزارة من خلال الاستماع لصوت الطلبة، ما يعكس التزامها بالعمل على تحسين ظروف التكوين الطبي وضمان جودة التعليم يضيف المتحدث «كما نعبر عن دعمنا الكامل لأي مبادرة تهدف إلى تطوير قطاع التعليم العالي وتحسين ظروف الطلبة، مع التأكيد على ضرورة إشراك جميع الفاعلين في هذه العملية، بما في ذلك المنظمات الطلابية والنقابات».
ودعا رياض بوخبلة كافة الطلبة المضربين إلى العودة إلى مقاعد الدراسة واستئناف مسارهم التعليمي، مع تأكيده على حقهم المشروع في التعبير عن انشغالاتهم ضمن إطار الحوار البنّاء والمسؤول.
أبو بكر: الإضراب يعطّل مسار التكوين الطبي
وأشار متحدث «الشعب» أن جلسات الحوار مع الوصاية أثبتت، استعداد الجهات الوصية للإصغاء والعمل على إيجاد حلول جادة ومستدامة تضمن تحقيق مطالب الطلبة وتحسين ظروفهم الدراسية، لذلك، فإننا نرى أن استمرار الإضراب قد يؤدي إلى تعطل مسار التكوين الطبي ويؤثر سلبًا على الطلبة أنفسهم والمجتمع بأسره.
من جهتها، سجلت الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، تثمينها لمسعى الحوار البناء والناجح الذي عمل الوزير على إرسائه من أجل التكفل بجميع المطالب.
وأبرز مولاي أبوبكر، رئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين أن الالتزام بمبدأ الحوار هو السبيل الأمثل لحل مختلف المشاكل بعيداً عن الأساليب البالية التي لا تخدم مصلحة الجامعة الجزائرية.
وأوضح أبوبكر مولاي أن الإضراب لا ينبغي أن يكون على حساب المسار الأكاديمي للطلبة، خاصةً أن تخصص الطب يتطلب التزامًا كبيرًا ومتابعة مستمرة، وطالبت الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين بتغليب لغة الحوار مراعاة لمصلحة القطاع، مؤكدةً بأن استقرار الجامعة هو استقرار لكامل الوطن، في حين عبرت عن ارتياحها لمسار الحوار بين الوزارة الوصية وطلبة العلوم الطبية، الذي توّج بجملة من القرارات البناءة.