أموال كبيرة رصدت والمرفق العمومي لم يتحســن
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، عزم الدولة على تغيير وجه مدينة الجزائر نحو ما يليق بها كعاصمة للبلاد. وانتقد التقصير الحاصل في بعض الميادين، رغم ما رصد من أموال طائلة. وشدد على تطوير المرفق العمومي ومعالجة انشغالات المواطنين.
باشرت الحكومة مخططَ عمل ميدانياً، غايتُه الأساسية تحريك عجلة النهوض بالعاصمة وجعلها مرآة عاكسة لمكانة الجزائر جهويا ومتوسطيا، ووسعت النقاش إلى كل الأطراف المعنية لمعرفة مكامن الخلل واستعجال تدارك النقائص المسجلة على مستوى تسيير مختلف المرافق والمجالات.
ولم يكن الاجتماع الذي ترأسه الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس الأول، بمقر ولاية الجزائر، مصغرا، كما قيل، فقد عرفت قاعة المحاضرات إنزالا حكوميا وسجلت حضور 15 وزيرا وكذا اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني، واللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني، إلى جانب والي العاصمة عبد القادر زوخ والمنتخبين المحليين، ما أعطى الانطباع بما يشبه «نفاد صبر» السلطات العليا في البلاد من الوضع الحالي الذي لا يليق بمدينة الجزائر تماما كعاصمة للبلاد.
سلال ودون مقدمات، أكد أن تعليمات رئيس الجمهورية تقضي «بأنه من الضروري التحكم وتحسين الأوضاع على مستوى الجزائر العاصمة». وأوضح، أن الحكومة رأت في إشراك كافة المعنيين منهجية ملائمة لدراسة النقائص المسجلة على مستوى التسيير.
وتحدث سلال عن وجود تقصير وتأخير لم يترجم المبالغ الضخمة التي رصدتها الدولة لإنجاز المشاريع، قائلا: «لاحظنا تقصيرا في بعض الميادين وبالأخص بعد الإنجازات الضخمة والتطور الذي عرفته العاصمة، لكن المرفق العام لم يساير ذلك ولم يحقق التقدم المطلوب».
وأعلن المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، عن ديناميكية جديد تنتهي بخلع كافة المظاهر السلبية والنقاط السوداء عن المدينة، مؤكدا «حان الوقت لإيجاد الحلول واتخاذ القرارات الضرورية، لأن وجهة الجزائر في 2014 هي العاصمة».
وأمر سلال بأن يشمل تحسين الأوضاع كافة ميادين الحياة بصفة عامة وعلى رأسها القضايا المستعجلة، كالبناء الهش وتسيير المدينة والمرفق العام. وشدد في كلمته مرة أخرى، على محاربة البيروقراطية، من خلال تطبيق وتنفيذ التسهيلات الأخيرة التي أقرّتها وزارة الداخلية ودعا إلى توفير الاستقبال الأمثل للمواطنين.
وواصل سلال منتقدا، «المرفق العام لم يتطور وليست الصورة الحقيقية للعاصمة التي نحلم بها ولابد أن تكون المرآة الأحسن للبلاد». وتابع، موضحا أسباب التأخر والتقصير، «بأنها ليست قضية ميزانية فهي متوفرة، لذلك ضروري أن نتباحث ونضع الحلول المناسبة».
واستدل الوزير الأول بمشروع ترميم القصبة، حيث اكتملت معظم الدراسات ورصدت ميزانية ضخمة ومع ذلك ظل النقص دائما، ودعا إلى معرفة الأسباب الكامنة وراء العجز في السير بعيدا في إنجاز المشاريع التي تسهل حياة المواطنين والمواطنات. مضيفا، «من المهم أن نعطي صورة إيجابية وتكون لنا عاصمة عريقة لها مرافق حيوية».
وبالنسبة لعبد المالك سلال، يمثل غلق التجار لمحلاتهم بالشوارع الكبرى للعاصمة على الساعة السادسة والسابعة مساءً، خير دليل على أنها ليست العاصمة التي يريدها الجزائريون.
وعبّر عن انفتاح الحكومة على جميع الحلول التي ترتقي بالواقع الحالي نحو الأحسن، «وإذا كان من الضروري تغيير النظام الإداري وخلق مصالح أخرى لتنمية المدينة وتحسينها فليكن»، يقول سلال. وأردف، «غير مقبول أن يستمر الوضع القائم وحان الوقت كي نعطي لها وجهها العصري الحضاري مع متابعة دائمة لتحسين الوضع الأمني وظروف الحياة».
وتطرق الوزير الأول، إلى مسألة العناية بالمقابر، معتبرا أنها قضية إنسانية تم إهمالها لسنوات طويلة، فمعظم المقابر على المستوى الوطني لا توجد بها أشغال صيانة، وطالب بإعادة الاعتبار لجميعها وتنظيمها بشكل محكم.
وأبرز الوزير الأول، خلال الاجتماع رغبة قوية لدى السلطات العليا في البلاد، في إنهاء التأخر المسجل في الإنجازات وعدم تطابق النتائج المنجزة على الأرض والميزانيات الكبرى التي ترصدها الدولة، خاصة ما تعلق بالمرافق العمومية التي ترتبط بمصلحة المواطن، في وقت تضع محاربة البيروقراطية وتعزيز الثقة معه على رأس الأولويات.