ازدحام الدم

بقلم: على شكشك

هو ازدحام الذاكرة، مع برد الشتاء واشتداد الحصار، ازدحام الدم في أفق الرؤيا والرماد، وازدحام الفضاء بالفضاء، ينتقل المشهد باقتراب قمة العام إلى ما تراكم من لحمنا وازدحم في عيوننا وحاصر آفاقنا، ازدحام يبدّد برد المشهد ويتجاوز المناخ.
 على وهج ذكرى الانتفاضة الأولى يتجدّد زيت الروح، ونستدفئ قليلاً بقامتنا العالية، ولُحمتنا الغالية وإمكانيات اشتعالنا من جديد، ولو لم تمسسنا نار، ولو كانت نار التتار التي أسموها في مثل هذا الوقت من مجمع العامين الرصاص المسكوب.
نار تحرق أجسادنا وضمائرهم، تضيء أرواحنا وتطفئ الإنسان فيهم، تُعلينا وإن أدمتنا، وترفع جرحنا أجنحةً وملائكة في المجال، وتكشف عوراتهم وما حرصوا أن يستروه من سوءاتهم، لينصب عليهم كما أرادوه لنا، رصاصاً مسكوباً على رؤوسهم، وأجنحةً سوداء تُظلم آفاقهم.
يفرون من مطارٍ إلى مطار خشية نار الضمير الذي يلاحقهم، مجرمين ومجرمين ومجرمين، يزحمون في خزيهم وينسكبون في لصوصيتهم وحقدهم، حاخاماتٍ وجنوداً مستوطنين، في بهاء ميلاد الفلسطيني المسيح الذي ظنّوا أنهم صلبوه، في ذكرى ميلاده المجيد ها هو يُبعث لعنةً عليهم من جديد.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025
العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025
العدد 19835

العدد 19835

الثلاثاء 29 جويلية 2025
العدد 19834

العدد 19834

الإثنين 28 جويلية 2025