يقظة واحترافية الأمن الجزائري أخلط أوراق المخبر العدائي الفرنسي
أكد الخبير في الشؤون الأمنية، حسان قاسيمي، خطورة مخطط المخابرات الخارجية الفرنسية على أمن واستقرار الجزائر، معتبرا أنه كان يرمي، في محاولة يائسة، إلى خلق «الفوضى» عبر إعادة بعث النشاط الإرهابي، لكن يقظة الأجهزة الأمنية الجزائرية، تمكنت من قلب المعادلة بفضح التوجهات العدائية بالدلائل القاطعة.
لم تتوقف حالة «كراهية الجزائر» التي تعاني منها عديد الأوساط الفرنسية، خاصة اليمينية واليمينية المتطرفة، عن شن حملات إعلامية دنيئة بمضمون سقفه السب والشتم وصناعة البهتان، بل تطورت إلى أعمال عدائية تستهدف زعزعة استقرار الجزائر وضرب أمنها القومي.
وتكشفت العملية النوعية للأجهزة الأمنية الجزائرية، والخاصة بإحباط تجنيد شاب جزائري يدعى عيساوي محمد أمين، سبق له النشاط في صفوف تنظيم «داعش» الإرهابي بسوريا والعراق، عن خروج مؤسسات الدولة العميقة في فرنسا وعلى رأسها جهاز المخابرات الخارجية، من دائرة العلاقات الدبلوماسية التي تحكم البلدين، وتبنت بشكل مريب منطق التحالف مع الشيطان لمحاولة إضعاف الجزائر وإقحامها في أتون فوضى عنوانها «النار والدماء».
هذه النوايا الخبيثة، يؤكد بشأنها الخبير الدولي في الأزمات والشؤون الأمنية، حسان قاسيمي، الذي فكك رموز المهام التي طلبها ضابط المخابرات الخارجية الفرنسية من المدعو «أمين»، في لقاء مطول بأحد مكاتب المركز الثقافي بالجزائر.
هذا الضابط الذي ينشط في الجزائر بغطاء دبلوماسي، كونه السكرتير الأول للسفارة الفرنسية في الجزائر، أراد تجنيد هذا الشاب الذي غادر ذات يوم إسبانيا عبر فرنسا وتركيا، متجها لمناطق القتال في سوريا والعراق، أين التحق بواحد من أشرس التنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث. وحاول تكليفه بالتقرب من المتطرفين في ولاية تيبازة ثم العاصمة وخاصة أحيائها الشعبية الكبرى، واستمالتهم، قبل أن يقترح عليه إرساله إلى دولة النيجر، جنوب الجزائر.
وبالنسبة لقاسيمي، فإنه مخطط يستهدف إعادة إحياء الإرهاب في الجزائر، عن طريق تجنيد جزائريين متطرفين، وتوظيفهم في الداخل وفي الخارج على حدودنا الجنوبية. وأفاد المتحدث لـ «الشعب»، بأن استقطاب المتطرفين ومراقبة نقاط انتشار الشرطة، عملية واضحة، تسبق التحضير لشن عمليات إرهابية في بعض المدن.
وأشار المتحدث إلى عملية إحباط عملية إدخال أسلحة عبر سفينة قدمت من مرسيليا وتوقفت بميناء بجاية، قبل أشهر، قائلا: «إنها أسلحة لتنظيم «ماك» الإرهابي، كان سيستخدمها في أعمال إرهابية ضد الجزائريين». وأضاف، أن محاولة إرسال هذا الإرهابي السابق في صفوف تنظيم «داعش»، إلى الجنوب، محاولة مفضوحة لتكرار عملية تقنتورين سنة 2013.
قاسيمي، أكد أنه ينبغي الاقتناع بموجود أطراف تريد الشر للجزائر. وأمام هذا المخطط الخبيث، يقترح تعزيز الوعي الجماعي للجزائريين بخبايا ما يحاك ضد بلادهم، خاصة وأن السلطات العليا في البلاد، تقوم بمصارحة الرأي العام في الوقت المناسب بكل ما ترصده من مؤامرات مثبتة بالدلائل والبراهين.
وأشاد المتحدث، بنجاح مصالح الأمن الوطني في التعامل مع المؤامرة وكشف خيوطها بطريقة احترافية وسلسة، مكنت من الحصول على كامل عناصر المخطط وإحباطه في الوقت المناسب. وقال إنه ينبغي النظر من ناحية أخرى، إلى المخطط العدائي الفرنسي، وأيضا إلى الفشل الأمني لجهاز الاستخبارات الفرنسي أمام الأداء القوي للأجهزة الأمنية الجزائرية.