دعا المتدخلون في ندوة حول ظاهرة العنف، إلى ضرورة تجند كل الفاعلين في المجتمع من أجل محاربة هذه الظاهرة التي استفحلت في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في الملاعب وما بين الأحياء، محملين المسؤولية للتصريحات النارية لبعض رؤساء الأندية الرياضية، التي أضحت تستخدم الشباب في نزاعاتها، مؤكدين أن المجتمع الجزائري ليس عنيفا بطبيعته وإنما هناك عوامل ساهمت في جعله عدوانيا اتجاه الآخرين، كما أنه لا يوجد تأطير لشبابنا.
أوضح محمد طيبي مختص في علم الاجتماع لدى تنشيطه منتدى «المجاهد» أن المجتمع الجزائري ليس عنيفا بالطبيعة، وهو مجتمع متحضر، لكن حينما يفتقد المجتمع أدوات قيم التحاور يلجأ لغيره كرد فعل، مضيفا في تدخله أننا نعيش اليوم منظومة عنف ينشئها شباب أغلبهم كانوا في السجون، وأخذوا مكانا في المنظومة الرياضية، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة أصبحت عنيفة في تسيير نفسها، على حد قوله.
وأبرز في هذا السياق، أن هناك انهيارا للقيم وظهور الزعامة بسبب تصارع الأندية الرياضية فيما بينها، مما انعكس على الشباب الذين أصبحوا يستعملون عبارات ترمز للعنف كموقعة أم درمان، كتيبة حليلوزيتش وغيرها من العبارات، وحسب طيبي فإن الرياضة، المال، والبترول هو مشكل جغرافية سياسية، كما أن المسجد لم تعد له الفاعلية التربوية والحضارية الكفيلة بمحاربة ظاهرة العنف.
ودعا طيبي للعمل حول مسألة الرمزيات كالعلم الوطني الذي يجب أن يحمل بطريقة محترمة، ضرورة فهم كيفية تشكل منظومة العنف للقضاء عليه، وقال أيضا المختص في علم الاجتماع، أنه لا يمكن ترحيل مشاكل العنف إلى السنوات القادمة، معيبا في ذات المضمار عن غياب دور المثقف في تنوير المجتمع ومحاربة مثل هذه الظواهر التي أضرت بالنسيج الاجتماعي للجزائريين، مشيرا إلى أن الفضاء الحضري هو الأخطر كونه أضحى مسرحا للعنف بكل أشكاله.
من جهته، استعرض عميد شرطة أول مجيد سعدي بالأرقام وضعية العنف في الملاعب خلال السنوات الأخيرة من الموسم الرياضي، والتي أصبحت مسرحا لمشادات عنيفة بين المناصرين، قائلا أنه خلال الموسم الرياضي 2013-2014، تم تسجيل 148 تدخل للشرطة مقابل 102 تدخل سجل خلال الفترة 2012-2013، كما تم توقيف 319 شخص منهم 54 شخصا مثلوا أمام العدالة، وهم من فئة المراهقين بـ269 فرد و50 قاصرا.
وأضاف سعدي أن مصالح المديرية العامة للأمن الوطني جندت كل الوسائل المادية والبشرية، ووضعت تدابير الأمن على مستوى الساحات العمومية، والتي تمت مرافقتها بالحملات التحسيسية من أجل مكافحة ظاهرة العنف وسط الشبان، مذكرا بالأيام الدراسية التي نظمتها المديرية العام الماضي بمشاركة خبراء من اسبانيا وفرنسا، ورياضيين.
وبالمقابل، أفاد عميد الشرطة لروم أن قضية العنف في الملاعب هي قضية دولية، وأن الحشود لها نفسية خاصة تخالف نفسية الأفراد الذين يشكلونها، حيث تنطلق عن زعيم هو الذي يوجهها لأهداف معينة، وعلى المختصين دراستها، مضيفا أن مصالحه أخذت القضية بعين الاعتبار من خلال دراسة التفاعل البشري والاقتصادي على الإقليم، مع دراسة الثروات الطبيعية للإقليم منها مسألة المدن المنجزة بطريقة عشوائية، وفي هذا الإطار أضاف يقول تم إنشاء مدن جديدة تضم منشآت ضرورية للحياة الكريمة للمواطن .
وقال أيضا عميد الشرطة، أن المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل يؤكد على فتح باب الحوار وتوفير المعلومة للإعلاميين والمجتمع المدني والمؤسسات المعنية لمحاربة ظاهرة العنف، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة لا تقع على عاتق رجال الشرطة فقط، بل كل الفاعلين في المجتمع لهم دور في إيقاف العنف، مذكرا بالندوات التحسيسية والمواقع الالكترونية التي انشأتها المديرية العامة للأمن الوطني للتحسيس بخطورة الظاهرة وضرورة محاربتها.
ودق رئيس جمعية أولاد الحومة عبد الرحمان برقي، ناقوس الخطر قائلا أن أهم أسباب العنف في الملاعب هو تصريحات بعض رؤساء الأندية الرياضية الذين يتلاعبون بالشباب، متسائلا في الوقت ذاته عن دور لجنة المناصرين في التحسيس وإيقاف هذه الظاهرة.
مختصون يحملون رؤساء الأندية المسؤولية
التصريحات النارية تثير عواطف الشباب واندفاعهم نحو العنف في الملاعب
سهام بوعموشة
شوهد:224 مرة