أستاذ التّاريخ لخضرسعيداني لـ “الشعب”:

مظاهـــــرات 11 ديسمــــــبر..المسمــــــار الأخـــير في نعــــش السّياســـــــــــــــة الدّيغوليــــــــــة

سفيان حشيفة

 




 أكّد أستاذ التاريخ بجامعة تيسمسيلت، الدكتور لخضر سعيداني، أنّ مظاهرات 11 ديسمبر 1960م، أعادت وهج الثورة وخفّفت عليها الضغط بالجبال، خاصة بعد تفكيك الكتائب من أجل تفادي الخسائر، وأعادت نشاط أفواج الفداء بالعاصمة، بعد تجربة سابقة تمثلت في معركة الجزائر وإضراب الثمانية أيّام.
 أوضح الدكتور سعيداني في تصريح أدلى به لـ “الشعب”، أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960م تعد المسمار الأخير في نعش السياسة الديغولية التي حاول من خلالها الجنرال الفرنسي اللعب على فكرة “الجزائر جزائرية” المفخّخة، وبدأ في التنازل تدريجيا عنها تحت ضغط انتصارات جيش التحرير الوطني.
ووفقاً للمصدر ذاته، سبقت زيارة “ديغول” للجزائر عام 1960م، زيارة أخرى في صيف 1959م إلى الونشريس، وقف خلالها على أوهام الجنرال “شال” الذي حاول تقديم نصر مزعوم على الثورة التحريرية المجيدة، حيث عرف صيف عام 1960م تعثّر المفاوضات في مولان خلال شهر جوان، إضافة إلى الانتصارات الدبلوماسية للثورة بالمشاركة في عدد معتبر من المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر الشعوب بأديس أبابا خلال نفس الشهر، ممّا أدى بـ “ديغول” إلى التصريح مجددا بفكرة “الجزائر جزائرية” خلال شهر نوفمبر، وسعى إلى تنظيم استفتاء في 8 جانفي 1961م، وكان لزاما عليه زيارة عدد من المدن الجزائرية لحشد الأصوات لفكرته.
وتابع الباحث: “وصل ديغول يوم 9 ديسمبر إلى عين تيموشنت، وقضى ليلته الأولى في تلمسان، ثمّ غادرها صباحا نحو شرشال، وانتقل نحو الشلف ثم تيزي وزو وأقبو وبجاية، ومنها إلى بسكرة عن طريق التلاغمة – باتنة، قبل أن يعود إلى فرنسا عبر البليدة”.
وعلى المستوى الميداني، بحسب محدّثنا، شكّلت جهود قائد الولاية الرابعة نقطة تحول في عودة الثورة إلى الجماهير الجزائرية، إذ راسل جيلالي بونعامة الحكومة المؤقتة من أجل عودة العاصمة لسلطة الولاية الرابعة، كما تمّ تأسيس المنطقة السادسة من الولاية الرابعة، وامتدت من زرالدة حتى حدود حمام ملوان، ضمّت ثلاث نواحي بقيادة المجاهد المرحوم محمد بوسماحة الذي ألقي عليه القبض في نوفمبر 1961م ببني مسوس رفقة عدد من المجاهدين مثل النقيب خير الدين وسي مخطار والسعيد بوراوي وبوعلام بورقعة وجمال بناي “مسؤول الناحية 1 من المنطقة السادسة”، هذا الأخير سرد جزءا من هذه التفاصيل في كتابه “دم الحرية”، حين كلّفه سي محمد شخصيا بالاتصال ببوعلام روشاي أحد المساهمين الفاعلين في المظاهرات، وقد استشهد لاحقا في جانفي 1961م بالعاصمة.
وشكّلت هذه المظاهرات وعياً جزائرياً بخطورة فكرة ديغول، فكانت اللاّفتات تشير إلى “جزائرية الجزائر” المستقلة غير الخاضعة لنظرة الجنرال الذي جنى نتائجها سريعا من خلال انقلاب الجنرالات في أفريل 1961م، وعمّق هذا الأمر أيضا الشّرخ داخل السلطة الفرنسية، خاصة مع تصويت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة على قرار ينصّ على حقّ الشّعب الجزائري في تقرير مصيره في 20 ديسمبر 1960م، أياماً قليلة بعد حدوث تلك المظاهرات، يُضيف أستاذ التاريخ بجامعة تيسمسيلت الدكتور لخضر سعيداني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19665

العدد 19665

الأحد 05 جانفي 2025
العدد 19664

العدد 19664

السبت 04 جانفي 2025
العدد 19663

العدد 19663

الخميس 02 جانفي 2025
العدد 19662

العدد 19662

الثلاثاء 31 ديسمبر 2024