الجزائر لم تدخر جهدا في تطوير التعليم والتكوين في قارتنا
12 مليون متمدرس في مؤسساتنا التربوية بعدما كان 900 ألف سنة 1962
بلا مَنٍّ.. عدد الطلبة الأفارقة المسجلين بجامعاتنا 5998 طالبا
بلادي تخصص 2000 منحة دراسية سنوية في التعليم العالي و500 منحة دراسية في التكوين المهني للطلبة الأفارقة
نعتز بتوفير فرص التعليم والتكوين لـ65 ألف طالب إفريقي
نعمـــــــل علـــــى بنـــــاء وتأهيــــــل المدارس في عــــــدد من الدول الإفريقـــيـــــــــة
ألقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، خطابا بمناسبة المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف، الذي احتضنته نواكشوط، عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، فيما يلي نصه الكامل:
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
- السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الـموريتانية، رئيس الاتحاد الإفريقي،
- السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات،
- السيد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي،
- السيدات والسادة الأفاضل،
يسعدني أن أعرب عن بالغ السرور والارتياح بوجودي في الجمهورية الإسلامية الـموريتانية الشقيقة وعن عميق امتناني لأخي فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على الدعوة الكريمة للمشاركة في أشغال هذا الـمؤتمر حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف، وهو موضوع في منتهى الأهمية ويعد -في تقديري- من الأولويات والتحديات القارية التي يتوجب وضعها على رأس انشغالاتنا.
وأتوجه بالشكر إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي على الجهود المبذولة لتنفيذ خارطة الطريق لموضوع عام 2024 الخاص بالتعليم من أجل بناء أنظمة تعليمية متكيفة مع العصر.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة،
ليس خافيا أن التعليم في قارتنا يعرف -للأسف- واقعا صعبا، من مظاهره ارتفاع عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، وانخفاض فرص الحصول على تعليم ملائم ونقص الموارد لتكوين المؤطرين.
وأود في هذه المناسبة، أن أوجز في لمحة مختصرة تجربة بلادي التي يكفل فيها الدستور تعليما إلزاميا ومجانيا، وهي تجربة تكشف ضخامة تحدياتنا الوطنية. فقد بلغ تعداد التلاميذ في الدخول المدرسي لهذا العام ما يقارب 12 مليون متمدرس في مؤسسات التربية والتعليم، بعد أن كان لا يتجاوز 900 ألف سنة 1962، وارتفعت نسبة تمدرس الأطفال البالغين 6 سنوات من 43,42% سنة 1966 إلى 99,89% سنة 2024.
ومن جانب التأطير، بلغ تعداد الأساتذة أكثر من 600 ألف أستاذ في مؤسسات التربية والتعليم العمومية، بنسبة تأطير عامة تتراوح بين 19 و28 تلميذا لكل أستاذ بعد أن كان عدد الأساتذة سنة 1962 في حدود 23 ألفا.
تجدر الإشارة إلى أن 75,62% من الأساتذة حاليا هن نساء من خريجات معاهد التكوين الجزائرية.
وبالرغم من المؤشرات التي ذكرناها على سبيل الأمثلة على تحدياتنا الوطنية في مجال التعليم، حرصنا في استراتيجيتنا الموجهة لترقية التعليم والتكوين على إدماج الوسائل التكنولوجية الحديثة، ومن بينها التعميم التدريجي للوحات الرقمية (Tablettes) في الأطوار القاعدية من التعليم وإضافة اللغة الإنجليزية إلى البرامج التعليمية، مسايرة للعلوم والمعارف العالمية.. وعززنا هذا التوجه نحو العلوم والتكنولوجيا بإنشاء مدارس وطنية عليا متخصصة في الرياضيات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو.
السيد الرئيس،
السيدات والسادة الأفاضل،
انطلاقا من الروح الأصيلة في سياسة بلادي الخارجية المبنية على أولوية التضامن الإفريقي، لم تدخر الجزائر جهدا للمساهمة في النهوض بمجالات التربية والتعليم والتكوين في قارتنا، حيث تستقبل الطلاب من مختلف الدول الإفريقية الشقيقة في الجامعات ومعاهد التكوين والتدريب.
وفي هذا الصدد، وبدون منٍّ، أشير إلى أن عدد الطلبة الأفارقة المسجلين حاليا في جامعاتنا يبلغ 5998 طالبا وأن الجزائر تخصص 2000 منحة دراسية سنوية في التعليم العالي و500 منحة دراسية في التكوين المهني للطلبة الأفارقة، ونعتز اليوم أمامكم في هذا المحفل الإفريقي الموقر، بالوصول إلى توفير فرص التعليم والتكوين لـ65.000 طالب إفريقي شاب في مختلف التخصصات بمعاهدنا وجامعاتنا منذ استقلال الجزائر.
وبالإضافة إلى هذا الجهد، تعمل بلادي على بناء وتأهيل المدارس في عدد من الدول الإفريقية، كما أنها تحتضن معهد الاتحاد الإفريقي لعلوم المياه والطاقة والتغيرات المناخية.
كل ذلك يعكس انخراطنا في الجهود المشتركة لترقية نظم التعليم في قارتنا ويؤكد إرادتنا الراسخة في تعزيز التعاون والتضامن القاري ومد جسور التواصل في بعده الإنساني عبر البعثات الطلابية بين الشعوب الإفريقية، انسجاما مع رؤية وتطلعات الآباء الـمؤسسين لاتحادنا الإفريقي، والجزائر الوفية لانتمائها وعمقها الإفريقي تجدد في هذه المناسبة تمسكها بالمبادئ والمثل التي يقوم عليها اتحادنا وستستمر بقناعة وبلا كلل في بذل الجهود تلو الجهود مع رواد العمل الإفريقي الجماعي من أجل إفريقيا موحدة، مستقرة وآمنة، إفريقيا متطلعة إلى الاندماج والتكامل، إفريقيا التي نستشرفها جميعا برؤية 2063 وإفريقيا المؤثرة على الساحة الدولية.
وفي الأخير، أجدد جزيل الشكر لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على إتاحته هذه الفرصة لمناقشة موضوع حيوي يتعلق بالتعليم والشباب، آملا أن تكون نتائج لقائنا منطلقا لمستقبل أفضل يحظى فيه الطفل الإفريقي بتعليم جيد ونحقق به معا خطوة نحو تطلعاتنا المشتركة لبناء إفريقيا التي نريد.
شكرا على كرم الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته».