رئيس مجلس الأعمال الجزائري الموريتاني... يوسف الغازي لـ «الشعب»:

محور الجزائـــــــــر- نواكشوط.. رسائل ودلالات من أجل غد إفريقي مُزدهر

فايزة بلعريبي

 

 المؤتمر القاري للتعليم والتشغيل... الشباب في صلب الاهتمامات ^ الجزائر مركز إشعاع ابتكاري مستقطب للشباب الإفريقي

تحمل مشاركة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بالمؤتمر الإفريقي القاري حول التعليم والشباب وقابلية التشغيل، المنعقد بالعاصمة الموريتانية نواكشط، عدة دلالات؛ أهمها تأكيده على وفاء الجزائر لانتمائها القاري وتمسكها بالمشاركة بكل ثقلها في بعث التنمية المستدامة بالمنطقة، من خلال تشجيع العلم والتعليم كجسر قوي للارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة والتخلص من التخلف والبطالة وما ينجم عنهما من تدنّ في مستوى التحضر والرقي.

أوضح رئيس مجلس الأعمال الجزائري الموريتاني، يوسف الغازي، في اتصال مع «الشعب»، أن مشاركة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون -كأول رئيس جزائري يحل بموريتانيا، رفقة وفد وزاري رفيع المستوى، بعد 37 سنة من آخر زيارة لرئيس جزائري إلى موريتانيا- في أشغال مؤتمر التعليم والشباب وقابلية التوظيف بموريتانيا، يحمل عدة دلالات ورسائل تعكس طبيعة العلاقات الوطيدة بين البلدين، التي عرفت منحنى أكثر توافقا وتكاملا منذ تولي رئيس الجمهورية قيادة البلاد، وتميزت بقفزة نوعية في مستوى المبادلات الاقتصادية وتقاربا في الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك يرقى بالشراكة الثنائية بين البلدين إلى وضع أسس بناءة لتحقيق التضامن القاري كهدف تتقاسمه جميع الدول الإفريقية.
ورغم أن المؤتمر يندرج ضمن سياق ثقافي وتعليمي، بحسب المتحدث، إلا أنه يعتبر فرصة تعكس مساعي الجزائر في النهوض بالقارة الإفريقية في جميع الميادين، عبر جسر التعليم والتكوين والتمكين كمسار استراتيجي لمستقبل القارة التي تكتنز طاقات شبانية لا يمكن استغلالها إلا بالعلم كركيزة أساسية لتحقيق الوعي الجماعي وتحديد مستقبل القارة الإفريقي من خلال منظومة تعليمية وتكوينية لابد من التركيز على تحديث برامجها التعليمية بشكل يتماشى وتطلعات شبابها.
قبلة دبلوماسية وعلمية...
بالمناسبة، تطرق يوسف الغازي إلى طبيعة العلاقات الجزائرية- الموريتانية، حيث ترى هذه الأخيرة في الجزائر الشريك الإفريقي الأول وقوة إقليمية باحتضانها للقمة العربية وقمة الغاز وغيرها من اللقاءات والمؤتمرات ذات البعد العالمي، جعلت من الجزائر قبلة ومقصدا لإنزال ديبلوماسي غير مسبوق يعكس ثقل الجزائر الدبلوماسي، الذي لم يثنها يوما عن التأكيد قولا وفعلا عن اهتمامها بالقضايا المشتركة للقارة الإفريقية في إطار مقاربة قارية تنموية اجتماعيا واقتصاديا، قوامها الشباب الإفريقي المتحكم في التكنولوجيا.
وأفاد بأن لقاء قائدي البلدين يعتبر فرصة لتوطيد العلاقات التي تجمع الجارتين وصلة الانتماء القاري والحضاري التي تجمعهما؛ علاقات لم تعترضها يوما سحابة صيف عابرة، بناء على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التي تجمعهما، إضافة إلى المصير المشترك، الذي أصبح اليوم أكثر ارتباطا بالمتغيرات الاقتصادية والجيو-استراتيجية العالمية للتحكم في التكنولوجيا.
واستحضر المتحدث، في السياق، أولى الخطوات لتكريس التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية بين البلدين، مشيرا إلى أول معرض جزائري في نواكشط سنة 2017، شارك فيه وفد مكون من 55 مؤسسة اقتصادية جزائرية والإعلان عن مجلس جزائري- موريتاني للأعمال مكون من 10 مؤسسات جزائرية، والعدد ذاته من الجانب الموريتاني، كخطوة تاريخية أسست لآفاق جديدة للعلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين، متبوعة بفتح المعبر الحدودي ودخول أولى الشاحنات الجزائرية وولوج السلع الجزائرية إلى السوق الموريتانية، تتويجا للمساعي المشتركة للجارتين ببناء جسر تجاري متين يعزز ويحصن مؤشراتهما الاقتصادية. وفي أكتوبر 2018، تم تنظيم معرض للمنتجات الجزائرية بمشاركة قوية لـ170 شركة، أين بلغ حجم التبادل التجاري نحو 50 مليون دولار في العام ذاته، ثم 87 مليون دولار سنة 2021 ليرتقي إلى 200 مليون دولار سنة 2024.
تكامل حضاري واقتصادي
وعن طبيعة العلاقات التجارية الجزائرية- الموريتانية، قال يوسف الغازي إن هذه الأخيرة مافتئت تعرف نسقا تصاعديا مع بداية 2020، في ظل القرارات الجريئة التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خاصة ما تعلق بالطريق الرابط بين تندوف والزويرات الموريتانية بطول 775 كلم، وافتتاح فرع بنك جزائري بنواكشط.
وكضرورة حيوية لتجسيد سياستها في ولوج العمق الإفريقي، عكفت الجزائر على الاستثمار في الهياكل القاعدية والبنى التحتية وربط حدودها الغربية والجنوبية بجاراتها من القارة السمراء، على غرار ربط منطقتها الجنوبية الغربية بموريتانيا من خلال هياكل قاعدية.
إجراءٌ اعتبره يوسف الغازي مشروعا استثماريا ذا بعد قاري تسعى الجزائر من خلاله إلى الرفع من قيمة مبادلاتها التجارية مع الشقيقة موريتانيا إلى عشرة أضعاف ما هي عليه حاليا، كما ستمكنها من ولوج أسواق غرب إفريقيا عبر موريتانيا.
من جهة أخرى، يعتبر يوسف الغازي المعبر الحدودي بين الجزائر وموريتانيا شريانا اقتصاديا، سيفتح الأبواب واسعة أمام المنتوج الجزائري نحو مختلف الوجهات الإفريقية، بالنظر إلى صعوبة المسالك التجارية الرابطة بين البلدين حاليا، التي تحول دون مرور شاحنات النقل التجاري المحملة بالسلع والمواد الاستهلاكية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19645

العدد 19645

الأربعاء 11 ديسمبر 2024
العدد 19644

العدد 19644

الإثنين 09 ديسمبر 2024
العدد 19643

العدد 19643

الإثنين 09 ديسمبر 2024
العدد 19642

العدد 19642

السبت 07 ديسمبر 2024