الـــشـــيـــخ أبـــو عـــبـــد الـــلـــه غـــلام الـــلــــــه:

”الـــــشـــــعـــــــــــب”..قادت ثورة الفكر وطبعت أوّل مصحف بالبراي في العالم

 

التحقتُ بجريدة “الشعب” واشتغلتُ على الملف الثقافي الذي يملأ صفحاته، كتّاب متمرّسون، أمثال محمد غلام الله، احمد بن فريحة، سعيدي محمد وأنا، في تلك الفترة كنت أرى أنه لابد وأن يتناول الملف الثقافي موضوعات كثيرة، وغير معتادة، حيث تمّ استحداث صفحة للمرأة لأوّل مرة في القسم الثقافي.
وبقيت على هذا الحال، إلى أن جاء الموعد الذي يسبق تعييني مديرا للجريدة، حيث كان وزير الإعلام في ذلك الوقت محمد الصديق بن يحيى رحمه الله، الذي التقيته في مهرجان الشباب الإفريقي، حيث أراد اختباري في نادي الجيش الذي كان مقرّه ببينام في ذلك الوقت، وقد دعاني لجلسة عشاء هو من دفع ثمنها، وفتح معي نقاشات عديدة حول مواضيع مختلفة، وبعدما افترقنا ومع طلوع شمس الغد، أرسل لي وثيقة التعيين كمدير في جريدة “الشعب”، وقد سعدت بذلك وأخذت زمام المبادرة.
من المشاريع التي أنجزناها كنّا أول من أدخل تقنية “البراي” لجريدة “الشعب”، بل أنّ أول مصحف بالبراي في العالم طبع في جريدة “الشعب”، بعدما تمّ إدراج صفحة أسبوعية للمكفوفين، تصدر مرة في الأسبوع، حيث كان الهدف منها كتابة المصحف الشريف بالبراي، ولأوّل مرة يكتب المصحف بتقنية البراي في مقر جريدة “الشعب” وبوسائل “الشعب”، أي في مطبعة الجريدة، وأنا أشرفت على شراء الأجهزة من الخارج من ايطاليا، سنة 1968، وقد اشتغل عليها عمال الجريدة، حيث بدأنا جزءاً من المصحف كان جزءاً عاما، ثم غادرت أنا “الشعب” وتمّ إكمال المشروع من بعدي.
إنّ جريدة “الشعب” لا تزال تناضل، وهي قابلة للأرشفة في كل المواضيع، وتكشف حقيقة الوضع السياسي أو الثقافي، التاريخي في الجزائر عبر الزمن، لأن “الشعب” تمثل التغيير الثوري، حيث كانت ثورة في الفكر، مثلما هو الحال مع رواية الطيب صالح السوداني، حيث كانت تجربتي غنيّة جدا لأنّني عملت مع الراحلين، محمد سعيدي، ومحمد الصديق بن يحيى، حيث كسبت الكثير.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19655

العدد 19655

الإثنين 23 ديسمبر 2024
العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024
العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024