يناقش المشاركون في أشغال المؤتمر الدولي بعنوان “الجزائر بعد 70 سنة: تحدّيات تجديد المعرفة في العلوم الاجتماعية والإنسانية”، وكذا الندوة الدولية بعنوان “البحوث الناشئة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، الواقع والتحدّيات”، على مدار ثلاثة أيام راهن القضايا الكبرى للعلوم الاجتماعية والإنسانية في ظل التحولات التي يعيشها العالم بحكم تطور الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، وهو ما يعكس ضرورة إعادة النظر في المفاهيم والسلوكيات الاجتماعية.
أوضح مدير مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، البروفيسور مانع عمار، أمس، أن التظاهرتين العلميتين تشكّلان فرصة ثمينة أمام الباحثين من داخل وخارج الوطن للتفكير في مسألة تجديد المعارف في العلوم الاجتماعية والانسانية، وذلك نظير التغيير الذي طرأ عليها في زمن التسارع الرقمي والتكنولوجيات الحديثة التي نعيشها اليوم”.
وقال مدير الكراسك في السياق، من هذا المنطلق “وجب علينا كباحثين ومثقفين التفكير في مفاهيم جديدة للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، دون أن نتخلى طبعا عن القديمة بل لابد من التكيف وإيجاد الفرص والمصطلحات التي نستطيع من خلالها تفسير الظواهر الاجتماعية الحاصلة في الوقت الحالي”.
وفي سياق متصل، أشار المتحدث الى أهمية الحدثين العلميين والمشاركة القيمة للباحثين والمفكرين والمثقفين سواء من الجزائر والمغرب العربي وأوروبا وأسيا وأمريكا والشرق الأوسط، واهتمامهم الكبير لمناقشة موضوع تجديد المعارف في العلوم، وكذا اقتران اللقاءين بمناسبة تخليد الذكرى السبعين لثورة الفاتح من نوفمبر 1954 والذكرى الثانية والثلاثين لتأسيس المركز.
من جهتها، اعتبرت الدكتورة نزيهة مصباح سعداوي أستاذة علم الاجتماع والتواصل والثقافة الرقمية بجامعة تونس، المؤتمر الدولي العلمي فرصة جيدة لإثراء المحتوى المطروح للنقاش، بحكم أن “علم الاجتماع في حاجة أكيدة إلى تحديث المناهج وإلى أبحاث جديدة تتماشى مع الظواهر التي نعيشها يوميا، وباعتبار أيضا أن عالم الاجتماع يجب أن يكون وليد اللحظة، وأن يواكب كل ما يحدث من تحولات في المجتمع”.
وأوضحت د - نزيهة سعداوي أنّها وبحكم تخصصها في مجال علم الاجتماع الرقمي “تهتم كثيرا بالظواهر الموجودة في الفضاء الرقمي باعتبار أننا الآن نعيش عالما افتراضيا موازيا للعالم الواقعي، وهو عالم التفاعلات عالم التواصل مع الآخر والثقافة المفتوحة”.
في سياق متصل، أشادت الأستاذة الجامعية اللبنانية مريز يونس المختصة في علم الاجتماع، بمبادرة التظاهرة العلمية وجمع مراكز البحث العلمي العربي في شبكة دولية لدراسة المجتمعات العربية، وهي الشبكة التي تتكون من 70 مركز بحثي سيسلّط الضوء على دور التشبيك اليوم في ظل التحولات الراهنة، ودور التعاون العلمي والبحث والمؤسسات والجمعيات العلمية والمؤسسات البحثية، سواء كانت حكومية أو خاصة أو مجتمعا مدنيا”.
للإشارة، تتواصل اليوم وغدا الجلسات العلمية والورشات التي تم تسطيرها في إطار التظاهرتين العلميتين، التي يحتضنها مقر مركز البحث في الأنثرولولجيا الاجتماعية والثقافية بمشاركة 380 باحث وعالم من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، كندا، المملكة المتحدة، إسبانيا، إيطاليا، بلجيكا، اليابان، فنلندا، فرنسا، مصر، لبنان، تونس وموريتانيا وباحثين من مختلف قارات العالم.