محادثات على انفراد بين الرئيسين تبون والغزواني
التزام جزائري بدعم قضايا القارة الإفريقية
حلّ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الاثنين، بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، للمشاركة في المؤتمر القاري حول التعليم والشباب وقابلية التوظيف. وكان في استقبال رئيس الجمهورية، بمطار نواكشوط الدولي، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وأجرى الرئيس تبون محادثات على انفراد مع نظيره الموريتاني وذلك بالقاعة الشرفية لمطار نواكشط الدولي.
توجه رئيس الجمهورية، للمشاركة في المؤتمر القاري حول «التعليم والشباب وقابلية التوظيف»، يعزز بذلك التزام الجزائر بدعم قضايا القارة الإفريقية، خاصة تلك التي ترتبط بشكل مباشرة بالتنمية الاقتصادية وتطلعات الشعوب.
مشاركة الرئيس تبون في المؤتمر الإفريقي حول الشباب، يأتي في سياق تعزيزه لعودة الجزائر إلى القارة الإفريقية، دورا وتضامنا وتبادلا للتعاون في مختلف المجالات بما يخدم المنافع المشتركة للبلدان.
وقبل أيام، أجرى رئيس الجمهورية تعديلا حكوميا موسعا، أدرج من خلاله الشؤون الإفريقية ضمن التسمية الرسمية لوزارة الخارجية، واستحداث منصب كاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية.
وأراد بذلك التأكيد على أهمية علاقة الجزائر بالقارة الإفريقية، باعتبارها امتدادا طبيعيا لها، له مرتكزات خاصة، كالتاريخ المشترك والنضال المشترك ضد الاستعمار والتطلع إلى وحدة الشعوب الإفريقية واستعادة سيادتها على دولها وعلى مواردها الطبيعية. هذا البعد كان حاضرا في زيارة رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، إلى الجزائر، والتي استمرت ثلاثة أيام، ألقى خلالها خطابا تاريخيا أمام البرلمان بغرفتيه، أين أشاد بدور الجزائر في مساندة حركات التحرر في القارة، قائلا: «نعتقد أنكم أديتم واجبا كاملا تجاه حركات التحرر».
وقدمت الزيارة نموذجا ممتازا لبقية الدول الإفريقية، من حيث التركيز على التعاون الاقتصادي، الذي لابد أن يضاهي مستوى العلاقات السياسية والتاريخية المتينة، لأن مهمة الحكومات الحالية، وبعد استعادة السيادة والتخلص من الاستعمار، هي العمل على تطوير بلدانها وتحقيق موجبات التنمية والرفاه لشعوبها التي عانت طويلا.
كما تم التركيز على الاقتصاد بين البلدين، الذي يساهم بشكل عام في تحقيق أهداف أجندة الاتحاد الإفريقي لسنة 2063، خاصة في جانب التعاون والتكامل التجاري بين البلدان والمناطق الجهوي الخمس.
وتعد الجزائر من أوائل الدول الموقعة على اتفاقية منطقة التجارة الإفريقية «زليكاف»، وأكثر من ساهم في إنجاز البنى التحتية الإقليمية بين البلدان، في جوارها الإقليمي لحد الآن. مؤكدة بذلك انخراطها التام في مسعى النهوض باقتصاد القارة الإفريقية.
وعن موضوع المؤتمر المقرر بنواكشط والذي سيشارك فيه رئيس الجمهورية، يمكن للجزائر أن تتقاسم تجربتها في تعميم التعليم وضمان جودته، بل تعتبره إجباريا ويحظى بنقاش دائم وحثيث بين مختلف الشركاء من أجل تحقيق أفضل تمدرس لكل الأجيال من التلاميذ. ولأن إفريقيا تعيش طفرة خاصة من حيث النمو الديمغرافي، بأغلبية ساحقة لفئة الشباب، فإن أفضل ما يمكن تقديمه لهذه القوة الحية للمجتمعات، هو التعليم الجيد والتكوين الملائم، ثم وضع الآليات الكفيلة باستيعابها في سوق الشغل.
وقبل 5 أيام، احتضنت الجزائر الدورة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، والذي ناقش على مدار ثلاثة أيام، مواضيع ترتبط بالابتكار والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وسبل توظيفها في تحقيق نهضة تنموية شاملة للقارة.
وطورت الجزائر بيئة نشطة لصالح المؤسسات الناشئة، جعلتها تنطلق بـ200 قبل 5 سنوات، لتصل إلى حوالي 8000 حاليا وتتطلع إلى خلق 20 ألف مؤسسة في الخماسي المقبل، وهذه تجربة رائدة يمكن أن تتقاسمها مع البلدان الإفريقية، باعتبارها أداة فعالة لاستيعاب القدرات المعرفية لشباب القارة.
ويمكن أيضا لتجارب الجزائر، في التوظيف وخلق مناصب الشغل، أن تلهم الحكومات الإفريقية، لوضع أطر مرحلية لما قبل التشغيل، ثم التشغيل الذي يمكنها من استيعاب آلاف المناصب، حيث استفاد قرابة 500 ألف شاب جزائر من الترسيم في وظائف دائمة منذ 2020.
وكل هذه التجارب، من شأنها إعادة الأمل للشباب الإفريقي في مستقبل بلدانهم، بما أنها تعطيهم المبادرة الكاملة لإنجاح مشاريع التنمية والاستجابة لحاجات السكان، على اعتبار أن الفكرة الاقتصادية لابد أن تلازم الجهد العمومي لكل دولة، وهو ما تقوم به الجزائر، حيث أطلقت عشرات المشاريع الاقتصادية وأبرمت عديد الاتفاقيات البينية للنهوض بالاقتصاد.