دعوة الرئيس تبون للقيام بزيارة دولة إلى جنوب إفريقيا
روابط تاريخية عميقة متجذرة في نضال مشترك من أجل الحرية والعدالة
تحديد رؤية مشتركة للنهوض بالتحول الاجتماعي والاقتصادي بإفريقيا
تنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي..والتزام ثابت بمبادئ الحرية والتضامن
مواصلة السعي من أجل الإنهاء الكامل للاستعمار في كامل إفريقيا
أكدت الجزائر وجنوب إفريقيا إرادتهما في العمل من أجل ترجمة العلاقات المتميزة والصداقة المتينة التي تجمعهما إلى شراكة اقتصادية متينة ومستدامة، حسب ما تضمنه أمس الأحد بيان مشترك توج زيارة الدولة لرئيس جمهورية جنوب إفريقيا، السيد سيريل رامافوزا، إلى الجزائر، والدورة السابعة للجنة الثنائية السامية للتعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا.
أوضح البيان أن الزيارة عكست «الروابط التاريخية العميقة بين البلدين، والمتجذرة في نضالهما المشترك من أجل الحرية والعدالة»، كما عكست «الأهمية الاستراتيجية للشراكة بين الجزائر وجنوب إفريقيا».
وعاد البيان إلى «الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس رامافوزا خلال جلسة مشتركة أمام البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين، شدد خلاله على الإرث التاريخي المشترك والتضامن الثابت والتعاون الاستراتيجي بين الجزائر وجنوب إفريقيا، مع تحديد رؤية مشتركة للنهوض بالتحول الاجتماعي والاقتصادي في إفريقيا وكذا تنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي»، بالإضافة الى «تأكيد الرئيسين على التزامهما الثابت بمبادئ الحرية والتضامن ومواصلة السعي من أجل الإنهاء الكامل للاستعمار في كامل إفريقيا».
كما نقل رئيس الجمهورية تهنئة إلى أخيه الرئيس سيريل رامافوزا بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لجمهورية جنوب إفريقيا لعهدة ثانية خلال الانتخابات التي جرت في شهر مايو 2024، مشيدا بالثقة التي وضعها شعب جنوب إفريقيا في شخصه.
وفي سياق ذي صلة، أعرب الرئيس رامافوزا عن تهانيه القلبية للشعب الجزائري بمناسبة الذكرى 70 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، مشيدا بـ«دورها الجوهري كونها مصدر إلهام للحركات التحررية في إفريقيا والعالم بأسره».
وهنأ رئيس جمهورية جنوب إفريقيا رئيس الجمهورية بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة ثانية بتاريخ 7 سبتمبر 2024، معربا عن «إيمانه برؤية السيد رئيس الجمهورية للدفع بمسار التنمية في الجزائر وتعزيز العلاقات الثنائية».
وتطرق البيان المشترك إلى فحوى المحادثات التي جمعت رئيسي البلدين اللذين «أشادا بالصداقة المتينة والتعاون القوي بين الجزائر وجنوب إفريقيا، استنادا إلى قيمهما المشتركة وتطلعاتهما المتبادلة»، كما أكدا على ضرورة «ترجمة هذه العلاقات المتميزة إلى شراكة اقتصادية متينة ومستدامة».
واستعرض البيان المشترك «تقديم اللجان القطاعية للجنة الثنائية السامية للتعاون تقارير مفصلة حول وضعية التعاون الثنائي، حيث سلط الضوء فيها على الأهمية التي يجب إيلاؤها إلى مجالات ذات الأولوية، على غرار الاقتصاد والتجارة، الطاقة والمناجم، الفلاحة، الصناعة الميكانيكية، التعليم والتكنولوجيا، الدفاع والأمن، تكنولوجيات الفضاء، البنى التحتية والاتصالات والتكنولوجيا الرقمية، الصحة، التربية، التبادل بين الشعوب وكذا التعاون في مجالات الشؤون الاجتماعية الثقافة والتراث».
وأشار رئيسا البلدين إلى «التقدم الكبير المحرز في مجالات التعاون الثنائي منذ انعقاد الدورة السادسة للجنة الثنائية السامية للتعاون التي انعقدت في سنة 2015، واتفقا على ضرورة تطوير خطة عمل ذات آجال زمنية محددة لتحقيق أهداف التعاون المسطرة، تحسبا للدورة المقبلة للجنة السامية».
كما شدد الرئيسان على «التعاون الاقتصادي كركن أساسي في العلاقات الثنائية، لاسيما فيما يتعلق بترقية الاستثمار وتعزيز التجارة البينية من خلال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية».
وفي هذا الصدد، رحب الرئيسان بإنشاء مجلس أعمال مشترك، كما شجعا القطاع الخاص لكل البلدين على الاستفادة من الفرص المتاحة.
ومن ذات المنظور، وإدراكا للأهمية الاستراتيجية للعلاقة التي تربط الجزائر وجنوب افريقيا، قرر رئيسا البلدين «رفع مستوى علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية من خلال التوقيع على إعلان شراكة استراتيجي».
وبالمناسبة، أشرف الرئيسان على مراسم التوقيع على مذكرات تفاهم وبروتوكول تعاون في مجالات التعاون القانوني والقضائي والتعاون الاقتصادي والمقاولاتية والابتكار وعلوم وتقنيات الفضاء، بالإضافة إلى البحوث الزراعية.
كما نوه الرئيسان بـ«التقدم المحرز لاستكمال الدراسة النهائية لسبع مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية تشمل عدة قطاعات كالسياحة والشؤون الاجتماعية والأرشيف والموارد المائية والمالية والبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، على أن يتم الإمضاء عليها بعد استكمال الطرف الجنوب افريقي للإجراءات الداخلية ذات الصلة».
ولم يفوت رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المناسبة لتهنئة جنوب افريقيا لرئاسة مجموعة العشرين، معربا عن قناعته بأن الرئيس رامافوزا «سيعمل خلال رئاسته لهذا المنتدى الاقتصادي الدولي الهام للمرافعة من أجل المصالح الإفريقية».
وذكر البيان المشترك أن الرئيس رامافوزا «وجه دعوة لرئيس الجمهورية من أجل القيام بزيارة دولة إلى جنوب إفريقيا والترؤس مناصفة أشغال الدورة الثامنة للجنة الثنائية السامية للتعاون المقررة سنة 2025 ببريتوريا».
كما أعرب الرئيس رامافوزا عن «تقديره للمحادثات المثمرة التي أجراها خلال زيارته مع التأكيد على التزامه بتمتين واستدامة الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين».