قيـــــــادة التحوّل الجديــــــد نحو الطاقـــــــات النظيفــــــــة في القـــــارة الســـــــمراء
أكّدت رئيسة الفيدرالية الجزائرية للتنمية والتعاون الاقتصادي المشترك، بروال سعاد، أنّ زيارة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الأخيرة إلى الجزائر، حظيت بأهمية إستراتيجية للبلدين، نظرًا لما يمثله الطرفان من فعالية إقليمية محورية في القارة الإفريقية، ولهما تاريخ تضامني وسياسي مشترك في دعم حركات التحرر ضد الإستعمار.
قالت بروال سعاد في تصريح لـ “الشعب”، إن جهود الجزائر وجنوب أفريقيا تتجه نحو تحقيق تكامل إفريقي - إفريقي، وتطوير نموذج تعاوني صلب مشجع لبلدان القارة الأخرى على محاكاة العلاقة الثنائية القوية بين البلدين الصديقين، معتبرة توحيد الجهود وتنسيق السياسات يتيح تقدما ملموسا في معالجة التحديات القارية الراهنة، ويعزز من دور ومكانة إفريقيا على الساحة الدولية.
وأضافت بروال أن لقاء قائدي البلدين السيد عبد المجيد تبون ونظيره السيد سيريل رامافوزا، شكّل فرصة حقيقية لتعزيز التعاون الإفريقي بمختلف الأصعدة والميادين، حيث يمكن أن تسهم شراكة الدولتين الوثيقة في تعزيز المصالح والمكاسب، ليس على المستوى الثنائي فقط، بل على نطاق قاري ككل.
وفي التعاون الاقتصادي، أبرزت محدثتنا أن الجزائر وجنوب إفريقيا بصفتهما قوى اقتصادية إقليمية، يمكن أن يشكلا نواة لمنطقة اقتصادية وتحقيق التكامل الإفريقي، وذلك من خلال تنويع الشراكات وتعزيز الاستثمارات المتبادلة في قطاعات واعدة مثل التعدين والزراعة والصناعات التحويلية والطاقات المتجددة وغيرها.
كما أشارت بروال إلى أهمية التركيز على الترويج للصّادرات الجزائرية في “بريتوريا” و«جوهانسبوغ” للمواد المنجمية والزراعية والصناعية التحويلية، مع الاستفادة من تجارب المنتجات الجنوب إفريقية في مجالات التكنولوجيا والصناعات الثقيلة، وتطوير مراكز بحثية مشتركة ترفع من مستوى الابتكار التكنولوجي والصناعي للبلدين مستقبلاً.
وتابعت رئيسة الفدرالية ذاتها بالقول: “نرى أن الجزائر وجنوب إفريقيا لهما القدرة على قيادة التحول الجديد نحو الطاقات النظيفة في القارة السمراء، عبر استغلال مواردهما في الطاقة الشمسية والرياح، ودعم تطوير مشاريع مشتركة في الطاقات المتجددة تسهم في تلبية احتياجات الدولتين والقارة، وتعزيز التعاون في مجال نقل التكنولوجيا والخبرات بين البلدين في قطاع النفط والغاز، مع تنفيذ مشاريع زراعية مشتركة تعزز من الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لدى الطرفين، متبوعة بإنشاء سوق زراعية مشتركة ترفع من تنافسية وجودة المنتجات الموطنية الإفريقية، وكذا توقيع اتفاقيات تبادل للطلاب والمكوّنين بمختلف الميادين خاصة التقنية والمهنية”.
التعاون الجزائري - الجنوب إفريقي، ليس مجرّد شراكة ثنائية بين البلدين، وإنّما هو ركيزة لتحقيق التكامل الإفريقي، ودعم القضايا القارية والدولية المشتركة مثل الإصلاحات في المؤسسات الدولية والأممية، وإرساء الاستقرار السياسي الشامل والتضامن والوحدة الإفريقية، وبناء قارة متحرّرة ومستقلة اقتصاديًا وسياسيًا، وهذا التعاون يجب أن يُبنى على أساس الشمولية والاستدامة، والتطلّع نحو وضع أكثر ازدهارًا لكل شعوب المنطقة، تُضيف رئيسة الفيدرالية الجزائرية للتنمية والتعاون الاقتصادي المشترك بروال سعاد.