استقطبت النّسخة الثالثة من المؤتمر الإفريقي للمؤسّسات الناشئة، المنظّم بالجزائر العاصمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أكثر من 25.000 مشارك، و500 عارض، و45 وفدا رسميا، ممّا يجعلها واحدة من أكبر الفعاليات المخصصة للابتكار في القارة والعالم، حيث أصبح محطّة سنوية بارزة على مستوى القارة الإفريقية، ومنبرا مرموقاً لتبادل الأفكار والتعبير عن الطموحات المشتركة، وفق نور الدين واضح، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.
بتكليف من رئيس الجمهورية، أشرف الوزير الأول نذير العرباوي، الخميس، على افتتاح الطبعة الثالثة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة التي تجري فعالياتها بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر، تحت شعار «إعادة تصوّر إفريقيا بالذكاء الاصطناعي»، وذلك بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلي مختلف الهيئات والمؤسسات الوطنية.
بالمناسبة، أكّد نور الدين واضح، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسّسات المصغرة، في كلمة له ألقاها بالمناسبة أنّ «هذا المؤتمر لا يقتصر على كونه فعالية سنوية؛ بل هو منصّة حقيقية لتمكين شبابنا، وتشجيع روح الابتكار، وبناء جسور التعاون بين رواد الأعمال والمستثمرين وصنّاع القرار».
وقال إنّ «الجزائر باحتضانها هذا الحدث الإفريقي الهام للسنة الثالثة على التوالي ما هو إلا تعبير عن التزامها بتعزيز الابتكار ودعم المؤسسات الناشئة، وهذا إيمانًا منها بأنّ اقتصاد المعرفة هو حجر الزاوية لأي تنمية مستدامة»، مشيرا إلى أن «هذا المؤتمر يعكس رؤيتنا المشتركة لتوظيف الابتكار في خدمة التنمية، وهو فرصة لتوحيد الجهود، وفتح آفاق جديدة للتعاون بيننا».
وحول موضوع هذه الطبعة، المتمثل في الذكاء الصناعي، أبرز واضح «أنّه ليس فقط لأنّه يمثل أداة تقنية متقدمة، ولكن لأنه رمز لتحولات اقتصادية واجتماعية عميقة، لافتا إلى أن «الذّكاء الاصطناعي اليوم ليس خيارًا إضافيًا أو جزئية من الكماليات، بل هو ضرورة استراتيجية علينا احتضانها من أجل وضع إفريقيا على خارطة الاقتصاد العالمي الجديد».
وأشار في السياق، إلى «إنّ هذا المؤتمر يمثّل أيضًا فرصة لتقييم ما أنجزناه، وللتفكير في الخطوات المقبلة، داعيا بالمناسبة للاستفادة من هذه الفرصة لتبادل الأفكار وبناء شراكات إستراتيجية.
وأشار ممثل الحكومة، إلى أنّ إفريقيا قادرة على النهوض إذا آمنّا بقدراتنا، وعملنا معًا لتحقيق تطلّعات شعوبنا، موضّحا أنّ «إفريقيا، بقوتها البشرية الهائلة وإمكاناتها الطبيعية الغنية، قادرة على أن تكون جزءًا فعّالًا في هذا التحول العالمي. ولكن لتحقيق ذلك، علينا أن نعمل معًا لتطوير سياسات جريئة، وتحفيز بيئات الابتكار، والاستثمار في التعليم والتكنولوجيا».
وفي هذا الإطار، شدّد الوزير على أنّ «تنظيم الجزائر لهذا المؤتمر وللمرة الثالثة على التوالي ليس مصادفة، بل هو تعبير عن التزامنا العميق تجاه إفريقيا، وعن حرصنا على أن نكون جزءًا من مسيرة تطوير القارة، مبرزا «نحن نؤمن بأنّ إفريقيا ليست فقط قارة الإمكانات الطبيعية، بل هي أيضًا قارة للقدرات البشرية المبدعة».
وهنا جدّد الوزير التزام بلادنا اتجاه القارة الأفريقية عندما قال «الشباب الإفريقي هو ثروتنا الحقيقية. إنّ استثمارنا في تكوينه، وتطوير مهاراته، ودعم قدراته الابتكارية، هو استثمار حاسم من أجل مستقبل قارتنا، مغتنما الفرصة من خلال هذا المؤتمر، ليوجّه رسالة واضحة للعالم مفادها أن إفريقيا قادرة على مواجهة التحديات، وقادرة على أن تكون نموذجًا للتكامل والتعاون في هذا المجال». وفق تأكيدات الوزير.