علاقات متينة.. مواقف متطابقة بين البلدين ورؤية استشرافية لمستقبل داعم للشعوب
يشرع رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة، السيد سيريل رامافوزا، في زيارة دولة إلى الجزائر، ابتداء من اليوم الخميس، وذلك بدعوة كريمة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حسب ما أفاد، أمس الأربعاء، بيان لرئاسة الجمهورية.
وجاء في البيان: «بدعوة كريمة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، يشرع فخامة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة، السيد سيريل رامافوزا في زيارة دولة إلى الجزائر، ابتداء من الخميس 5 ديسمبر 2024».
يحل الرئيس الجنوب أفريقي، ماتاميلا سيريل رامافوزا، اليوم الخميس، بالجزائر، في زيارة رسمية، حيث من المقرر أن يلقي خطابا، يوم غد الجمعة، أمام نواب البرلمان بغرفتيه.
وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وقع مرسوما رئاسيا يتضمن استدعاء البرلمان بغرفتيه للاجتماع معا، للاستماع إلى خطاب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة ماتاميلا سيريل رامافوزا.
إنهاء الاستعمار حيثما كان.. ودعم فلسطين والصحراء الغربية
تتقاسم الجزائر وجنوب أفريقيا مواقف موحدة من عديد القضايا الدولية، وتتطابق وجهات نظر الدولتين حول القضايا العادلة وحق الشعوب في تقرير مصيرها وإنهاء الاستعمار، على رأسها القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة والقضية الصحراوية، وضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير طبقا للشرعية الدولية، فضلا عن التنسيق والتشاور الثنائي على مستوى المنظمات والهيئات القارية والدولية.
وكانت الجزائر وجنوب أفريقيا، سباقتين للجوء إلى الهيئات القضائية الدولية فيما خص العدوان الصهيوني على غزة، ورفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية، بمبادرة من جنوب أفريقيا، أيّدتها الجزائر وانضمت إليها. وقبل هذا، انتصر البلدان للقضية الفلسطينية عندما نجحا في طرد الوفد الصهيوني نهائيا من الاتحاد الإفريقي، بصفته عضوا مراقبا، وذلك خلال أشغال الدورة 36 للاتحاد الأفريقي.
ويعيد هذا الموقف، إلى الذاكرة، قيام الجزائر بطرد ممثل جنوب أفريقيا الممثل للنظام العنصري من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك العام 1974، عندما ترأست الجزائر دورة الجمعية العامة الأممية.
وبالنسبة للقضية الصحراوية، فقد اعترفت جنوب افريقيا بجبهة البوليساريو ممثلا شرعيا للشعب الصحراوي من 2004، تأكيدا على دعمها للشعب الصحراوي في تقرير مصيره، انطلاقا من مبادئها الراسخة في مساندة كل من يناضل من أجل نيل حريته ودحر الاستعمار، وهي تطالب الأمم المتحدة باتخاذ خطوات عاجلة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، وهو الموقف نفسه الذي تتبناه الجزائر، لاسيما وأن الدولتين عانتا من ويلات نظام التمييز العنصري، من نظام الأبرتايد في جنوب إفريقيا والاحتلال الفرنسي في الجزائر.
وتربط الجزائر وجنوب أفريقيا علاقات تعاون متينة، حيث تحرص الجزائر على تحقيق الاندماج القاري، سواء في الإطار متعدد الأطراف، أو الإطار الثنائي. وتوجت العلاقة المتميزة بين البلدين، بتنصيب اللجنة السامية الثنائية للتعاون سنة 2000، والتي من المقرر أن تلتئم مجددا برئاسة مشتركة للرئيسين السيد عبد المجيد تبون والسيد سيريل رامافوزا.
ووقع البلدان، شهر مارس الماضي، مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين البلدين في مجال المؤسسات الناشئة والابتكار، وفتح فرص استثمار لرواد الأعمال في كلا البلدين. وقبل ذلك، وقع الطرفان مذكرتي تفاهم، أنشئ بموجب الأولى مجلس الأعمال الجزائري- الجنوب أفريقي، الذي يمثل منصة لتبادل المعلومات والخبرات حول أسواق البلدين، ومرافقة المؤسسات في النشاطات المنظمة في كلا البلدين، مما سيسمح بتعزيز التفاعل الاقتصادي بينهما وتوطيد العلاقات التجارية.
أما المذكرة الثانية، فتهدف إلى تعزيز الابتكار ودعم المشاريع الناشئة في كل القطاعات بالجزائر وجنوب أفريقيا. وتعكس هذه المذكرات رغبة البلدين في تعزيز التنمية المستدامة، من خلال تشجيع الابتكار وريادة الأعمال.
وبلغت قيمة صادرات الجزائر نحو جنوب إفريقيا أكثر من 165 مليون دولار خلال الأشهر السابقة من 2024، وتحتل جنوب إفريقيا ثاني مستورد للسلع الجزائرية بعد تونس.