لهذا انزعج الصهاينة واليمين الفرنسي المتطرّف والمخزن العميل المطبّع
لاتزال فرنسا على عهدها القديم بمحاولاتها اليائسة للنيل من الجزائر، باستغلالها لأذنابها الذين فضلوا الانخراط في المساعي الفرنسية بدفع من الحركة الصهيونية ومن ورائها المخزن المغربي، التشكيك في كل ما هو جزائري دون مراعاة للعلاقات بين البلدين والتي كثيرا ما عرفت توترات نتيجة لتدخل باريس في الشأن الجزائري وتعليقها الدائم على المواقف الرسمية للجزائر.
يبدو أن الانتصارات الدبلوماسية للجزائر بالأمم المتحدة، أصبحت تقلق الصهاينة ومن ورائهم اليمين الفرنسي المتطرف وكذا نظام المخزن العميل المطبع، لتعود من جديد المحاولات الفرنسية التشويش على إنجازات الجزائر من خلال التشكيك في الحدود التاريخية ووحدتها الترابية وتبرير ما لا يبرر بمعلومات خاطئة لا أساس لها من الصحة وبإيعاز من المخزن أو استغلال مرحلة من مراحل الجزائر دون إذن أو وجه حق لتحقيق إنجازات أدبية وثقافية ولو على حساب المآسي الإنسانية.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية مهدي بوكعومة، في تصريح لـ «الشعب»، فإن هذه المحاولات الدائمة للجهات الفرنسية، ليست بجديدة، فهي لاتزال تعيش بغيظها القديم تجاه كل ما هو جزائري، بدليل ما نشاهده اليوم من تكالب للصحافة اليمينية المتطرفة ومن ورائها اللوبيات الصهيونية في فرنسا على كل ما هو جزائري عبر القنوات الإعلامية المتطرفة الفرنسية كقناة «سي نيوز» أو أوروبا وحتى الصحف كـ»لوفيغارو»، وانتقاد كل ما هو نابع من الجزائر.
وأرجع بوكعومة هذا التكالب إلى الإنجازات الأخيرة التي حققتها الجزائر على كل الأصعدة ومن تقدم وتطور وقدوم الدولة الجزائرية نحو الأمام، ما يجعلها في كل مرة محط انتقاد، وهاهو اليوم يعود من خلال قضيتي صنصال وكمال داود التي أقلقت كثيرا السلطات الفرنسية واللوبيات الصهيونية التي لها أجندة دائمة للتشكيك في الوحدة الوطنية الجزائرية وكذا في التاريخ الوطني الجزائري، ورغم كل هذا فإن الجزائر في كل مرة ترفع التحدي وتعمل على التطور والذهاب نحو الأمام.
يرى المتحدّث أن التوجه الجديد للجزائر يقلق الكثير من اللوبيات الصهيونية واليمين المتطرف الفرنسي، وحتّى السلطات الفرنسية يزعجها التقدم الذي تشهده الجزائر خلال السنوات الأخيرة، خاصة عودتها كلاعب وكدولة محورية إقليميا على المستويين العربي والإفريقي، ناهيك عن تحولها إلى منافس للمصالح الفرنسية في المنطقة الإفريقية والمغاربية، باعتبارها الدولة المركزية في المنطقة المغاربية، هذا كل ما يوجد اليوم في فرنسا.
وبحسب بوكعومة، فإن الوحدة الوطنية وتاريخ الجزائر، لايزال يثير حقد الفرنسيين، بالنظر لما تتمتع به الجزائر من مساحة جغرافية تحافظ على وحدتها الترابية في إطار من الاستقرار والأمن، فهي كلها معطيات تزعج مصالح الدولة الفرنسية، لذا فهي لا تتوانى عن التعرض لكل ما هو جزائري من خلال عملائها، خاصة مع تمسك رئيس الجمهورية بضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها، مؤكدا أن بيان أول نوفمبر وهو الدستور الأول للجزائر الذي كرّس الوحدة الترابية وأن كل ولايات الوطن شاركت في الثورة للحصول على الاستقلال.