مع دخول العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة يومه الـ412، تواصل حكومة الاحتلال، إفشال كل فرصة لعقد صفقة من شأنها وقف الحرب، مصّرة على مواصلة إبادتها التي تفتك بالفلسطينيين وتحوّل حياتهم إلى جحيم.
استشهد 16 فلسطينيا وأصيب عدد آخر، أمس الأربعاء، بغارات صهيونية على منزلين بمدينتي غزة وبيت لاهيا شمال القطاع، وتجمعا لمواطنين بمدينة رفح جنوب القطاع الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ أكثر من عام.
وفي اليوم الـ48 للعملية العسكرية شمال القطاع، ارتكب الجيش الصهيوني مجزرة جديدة بقصف منزل لعائلة “جودة” ببلدة جباليا، ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة آخرين، وفقدان 10 آخرين تحت الأنقاض، وفق شهود عيان.
وأضاف الشهود أن الطائرات والمدفعية شنّت قصفا مكثفا على بلدة بيت لاهيا، فيما واصل الجيش عمليات نسف منازل بجباليا ومخيمها.
وفي 5 أكتوبر الماضي بدأ الجيش الصهيوني اجتياحا بريا في شمال قطاع غزة؛ بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
بينما يقول الفلسطينيون إن القوات الصهيونية ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
استهـــداف مقصـــود للدفــاع المـــدني
وفي مدينة غزة، وصل جثامين 3 فلسطينيين، بينهم رجل من الدفاع المدني، بالإضافة إلى عدد من الإصابات لمستشفى “المعمداني” إثر قصف استهدف شقة سكنية بحي الصبرة جنوب غزة.
وفي السياق ذاته، قال متحدث الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، في بيان، إن “طائرات للاحتلال استهدفت طواقمنا أثناء انتشال شهداء وجرحى من قصف استهدف شقة سكنية بحي الصبرة، ما أدى إلى استشهاد أحد رجال الإنقاذ وإصابة 3 آخرين”.
وأضاف أن “هذه هي المرة الـ18 التي يستهدف فيها الجيش طواقم الدفاع المدني أثناء أداء مهامهم الإنسانية، ما يهدف إلى منعهم من الوصول إلى المواطنين الأحياء تحت الأنقاض وإنقاذهم”.
وأشار إلى أن “استشهاد هذا العنصر يرفع عدد شهداء الدفاع المدني إلى 87 شهيدا منذ بداية الإبادة على غزة”.
أما في مدينة رفح جنوب القطاع، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بجراح مختلفة بقصف استهدفهم، بحسب مسعفين فلسطينيين.
شمــــــال غــــــزة يُــبــــــــــاد
في الأثناء، أعلن مدير “مستشفى كمال عدوان” حسام أبو صفية، أمس الأربعاء، استشهاد مسن فلسطيني جراء الجفاف الحاد وإصابة 17 طفلا بسوء تغذية جراء الحصار الصهيوني على شمال قطاع غزة منذ 48 يوما ضمن الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. وقال أبو صفية في بيان: “بدأت حالات سوء التغذية بالتوافد منذ الثلاثاء، حيث حضر 17 طفلاً إلى الطوارئ، يعانون من علامات سوء التغذية، كما توفي رجل مسن نتيجة الجفاف الحاد”.
وأضاف: “الوضع أصبح أكثر كارثية، ولا يوجد تحرك من أي جهة دولية لفتح ممر إنساني يمكن من خلاله إدخال المستلزمات الطبية، الوفود الطبية الجراحية، وطعام أطفال وحليبهم، بما في ذلك الحليب العلاجي، حتى نتمكن من معالجة حالات سوء التغذية”.
وتابع أبو صفية: “نحن ما زلنا تحت الحصار الشديد، ولا يسمح بدخول أي شيء، لا دواء ولا طواقم طبية ولا طعام ولا مركبات إسعاف ولا خدمة الدفاع المدني”.
وأشار إلى أن المستشفى يعالج حاليا 85 إصابة من الأطفال والنساء بالحد الأدنى من الرعاية الصحية، ويوجد 6 حالات وصفهم بـ«الحرجة جدا” في قسم العناية المركزة.